‫الرئيسية‬ الأولى الصين تحقق ثورة رقمية وتؤمن استقلالها وتفلت من تأثير العقوبات
الأولى - الدولي - 21 أغسطس، 2025

الصين تحقق ثورة رقمية وتؤمن استقلالها وتفلت من تأثير العقوبات

الصين تحقق ثورة رقمية وتؤمن استقلالها وتفلت من تأثير العقوبات
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك بأن عقابها للصين بمنع شركاتها إنفيديا وAMD وإنتل من بيع الرقائق الإلكترونية المتطورة، أنها أخطأت، بل أجرمت في حق شركاتها وأخرجتها من سوق الرقائق الصينية وأفقدتها أرباحاً بالمليارات. وكذلك فعلت مع شركة تايوان والهولندية ASML عندما منعتْهما من بيع الطابعة الحجرية الدقيقة لإنتاج الرقائق الحديثة والصغيرة الحجم.

الصين استثمرت المليارات عبر شركاتها، ومن بينها شركة هواوي، في سرية تامة، وجمعت مئات الخبراء يعملون ليل نهار للتخلص من التبعية الرقمية للغرب، أحد أهم مواطن ضعف اقتصادها. وأخيراً أعلنت أنها توصلت لإنتاج أصغر الرقائق، من بينها مشغلات بأقل من 5 ثم 2 نانومتر، بوسائلها الخاصة، بعيداً عن تدخل التكنولوجيا الغربية، واستطاعت أن تفلت من أي عقاب أمريكي كان الهدف منه تأخيرها تكنولوجياً في هذا المجال لأكثر من 10 سنوات.

الإرادة السياسية للحكومة الصينية بالتحول إلى أول اقتصاد عالمي فعلت فعلتها، وبدأت في تغطية كل نقاط الاختناق في الاقتصاد الصيني، وكان أهمها إنتاج الرقائق والبرمجيات. واستطاعت الآن إنتاج برنامج لتسيير الهواتف النقالة والكومبيوترات تحت اسم هارموني، الذي يربط كل الوسائل الإلكترونية فيما بينها، وعمّمت استعماله وطنياً، وأخرجت البرامج الأمريكية من السوق مثل غوغل وويندوز وغيرها من البرامج الأمريكية التي فقدت المليارات من الأرباح التي كانت تجنيها من حضورها في السوق الصينية. وتحولت العقوبات الأمريكية إلى كارثة على الشركات الأمريكية التي فقدت أكبر سوق في العالم. وتتجه الصين حالياً إلى منع أي استعمال للبرمجيات الأجنبية في إداراتها وشركاتها، مما جعل شركة الأكل السريع “هامبورغر” تتبنى نظام هارموني حتى لا تخسر زبائنها وتبقى في السوق الصينية الذي يكسبها المليارات من الدولارات. وستتبعها شركات أمريكية أخرى تنشط في السوق الصينية متخلصة من البرمجيات الأمريكية ومحرك بحثها الشهير غوغل.

سياسة الصين الوطنية كانت الرد المفضل للسلطات ضد العقوبات الأمريكية في كل المجالات، دون صراخ ولا حملات دعائية. الصين تعمل في سرية تامة وهدوء لا مثيل له، وتُخرج أمريكا تدريجياً من أسواقها وتلقنها دروساً لن تنساها.

الصين صنعت طائرات نقل مدني ستُخرج طائرات بوينغ من أسواقها وتكبّدها خسائر بالمليارات، وأصبحت الحكومة الصينية تعمل ليل نهار على غلق أي فجوة في الاقتصاد الصيني تربطها بالاقتصاد الأمريكي في كل المجالات، بما فيها الجانب المصرفي، تحسباً لأي عقوبة قد يفرضها عليها ترامب، الذي قدّم لها خدمة لا يُستهان بها عندما فرض عقوبات ضد شركة هواوي في عهدته السابقة واعتقد أنه أخرجها من السوق. لكنها عادت أقوى الآن، ومستقلة تماماً عن أي علاقة مع التكنولوجيا الأمريكية. هواتفها صينية 100%، وحواسبها أيضاً، وصنعت الرقائق الأحدث لتكنولوجيا الذكاء الصناعي للبلد.

الصين حصّنت نفسها من أي عقاب أمريكي أو غربي، وأصبحت هي من تتخذ قرارات العقوبات ضد أي بلد يناهض سياستها، كما فعلت بفصل دولة من منطقة البلطيق اعترفت بدولة تايوان على أنها دولة مستقلة عن الصين.

العقوبات الغربية ضد روسيا والصين قدّمت خدمة ضخمة لاقتصادي البلدين، ودفعت سلطاتهما إلى سد كل الثغرات في اقتصاديهما، وتدارك التخلف الذي عانت منه عدة قطاعات كانت تعتمد على التكنولوجيا الغربية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…