‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات المخزن واستراتيجية الاستفزاز الفارغ
مقالات - 23 ديسمبر، 2024

المخزن واستراتيجية الاستفزاز الفارغ

المخزن واستراتيجية الاستفزاز الفارغ
تسارعت أبواق المخزن وأخواتها في المغرب والشقيقة موريتانيا إلى تناول الزيارة الخاصة التي يقوم بها الرئيس الموريتاني إلى المغرب لعيادة زوجته التي أجرت عملية جراحية هناك، من زاوية ضرب العلاقات الاستراتيجية والمتطورة بين الجزائر وموريتانيا.

لم يجد المتحكم في أجهزة التوجيه داخل المخزن موضوعاً سوى الترويج لفكرة أن المغرب وجهة للعلاج والسياحة، متناسياً أن الرأي العام الموريتاني والعالمي يدرك تماماً أن وجهة المغرب السياحية مشبوهة، أما العلاجية، فتعد من أضعف الخيارات لدى عموم الموريتانيين، الذين يفضلون بعد الوجهات الأوروبية، تونس والجزائر قبل المغرب. والأرقام خير شاهد على ذلك.

المخطط التوجيهي لإدارة المخزن، وهو يحضر العاهل المغربي لاستقبال الرئيس الموريتاني، يعتقد أن توفير العلاج للسيدة الأولى لموريتانيا في الجناح العلاجي لمحمد السادس واستقبال الرئيس الموريتاني من طرفه قد يُحدث اختراقاً للعلاقات المتطورة بين الجزائر وموريتانيا. هذه الرؤية تكشف بوضوح سياسات المخزن الاستفزازية الفارغة وتفضح عورته من حيث لا يدري.

يتضح أن رؤية المخزن للعلاقات مع موريتانيا تقوم على استغلال ريع لحظي يتمثل في تقديم عطايا للقادة الموريتانيين على شكل تسهيلات صحية وسياحية، دون أي اهتمام حقيقي بدعم الاقتصاد الموريتاني. على النقيض، تسعى الجزائر إلى بناء شراكة استراتيجية مع موريتانيا تستهدف التنمية الاقتصادية للمنطقة ككل. وفي الوقت الذي تدفع الجزائر نحو تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك، يعلن المخزن عن نيته الالتفاف على موريتانيا وتقوية دول أخرى مثل السنغال عبر خط بحري مباشر بين المغرب والسنغال، في خطوة لا تخلو من رسائل سياسية واضحة.

فهل تدرك الأقلام المأجورة في الشقيقة موريتانيا خطر هذه الرؤية التقزيمية التي يسعى المخزن لفرضها على العلاقات؟ المخزن يريد موريتانيا طريقاً لمخدراته وسلعه، وقادة يتماشون مع أجندته التي لا تستهدف تنمية البلد وشعبه، بل تهدف فقط إلى تحقيق مصالح المخزن الضيقة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

لماذا تنتصر المحكمة الأوروبية لجبهة البوليساريو على حساب الرباط؟!

سؤال واسع يحمل في طياته العديد من الدلالات حول انتصار حركة تحرير، ليس لها علاقات دبلوماسية…