الناطق الرسمي لمسؤول السياسة الخارجية والأمن الأوروبي المشترك، بيتر ستانو لـ”المؤشر”: الاتحاد الأوروبي ملتزم بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية
تغيير الموقف الفرنسي أو بالأحرى الإعلان عن الوجه الحقيقي للموقف الذي تمارسه فرنسا لسنوات، بل منذ اندلاع الأزمة الصحراوية، يوضح أنها هي من حرضت المغرب على احتلال الصحراء الغربية سنة 1975. حتى أن الحسن الثاني نفسه، وكما تثبت مذكرات وتصريحات السيد عبد السلام جلود، ثاني شخصية في نظام ليبيا تحت حكم القذافي، لم يكن يعتبر أبداً أن الصحراء الغربية تابعة لمملكة المغرب. الموقف الفرنسي المدعوم من الإمارات، المحرض الأساسي للنظام الفرنسي ضد الجزائر، لن يغير في موقف الاتحاد الأوروبي فيما يخص قضية الصحراء الغربية التي صدر في حقها أول قرار لتقرير المصير سنة 1965 وكانت في حينها تحت الاستعمار الإسباني.
الاتحاد الأوروبي مازال متمسكاً بقرارات الأمم المتحدة فيما يخص الصحراء الغربية ويعتبرها قضية تصفية استعمار. وفي مراسلة مع المتحدث الرسمي لجوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية والأمن الأوروبي المشترك، السيد بيتر ستانو أكد لممثل جريدة “المؤشر” في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بقرارات الأمم المتحدة ويدعم مجهودات الأمين العام للمنظمة لحل أزمة الصحراء الغربية، ولا يعلق على السياسات التي تتخذها بعض الدول الأعضاء مهما كانت. يعتبر المتحدث الرسمي لجوزيف بوريل أن موقف الاتحاد الأوروبي ثابت ولا يتغير في هذه القضية.
وعن سؤال “المؤشر” في بروكسل يتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي من معلومات تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة وفرنسا يعملان بقوة على محاولة إقناع بعض الدول الأوروبية من أجل الذهاب للاستثمار في أراضي الصحراء الغربية المحتلة، رد المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي السيد بيتر ستانو بأن الاتحاد الأوروبي لا يتدخل في شأن سياسة الدول الأوروبية، فهو ملتزم بالسياسة التي يتبناها في قضية الصحراء الغربية والمبنية على مبدأ دعم تقرير المصير حسب اللوائح الأممية والقانون الدولي.
دور الإمارات ضد الجزائر يأخذ أوجه مختلفة، وأياديها في تغيير فرنسا لموقفها ليست بعيدة، خاصة بعد صفقة شراء أسلحة فرنسية وطائرات الرافال تعويضاً للرفض الأمريكي الإسرائيلي إمدادها بطائرات الأف 35 حتى الآن، كما قررت الإمارات منح طائراتها الفرنسية القديمة إلى المغرب.
تغيير الموقف الفرنسي الرسمي من قضية الصحراء الغربية لم يحدث بعيداً عن الإمارات العربية المتحدة، والتي مولت حتى حزب مارين لوبان لدعمه، وهو المعروف بعنصريته ضد الجزائريين بالاخص، والإمارات تعرف جيداً ذلك التوجه. إلى جانب أن رئيس الإمارات العربية المتحدة درس في المغرب مع الملك محمد السادس عندما كان هذا الأخير ولياً للعهد.
طبخة تغيير الموقف الفرنسي تشبه طبخة الهند مع فرنسا، التي قدمت لها امتيازات في تكنولوجيا نووية حديثة مقابل اشتراط فرنسا على الهند استعمال حق الفيتو لمنع طرح قضية انضمام الجزائر إلى بريكس على جدول أعمال قمة جوهانسبورغ ومناقشتها. وهدد رئيس وزراء الهند في حينها بعدم النزول من طائرته في مطار جوهانسبورغ إذا أبقت القمة على جدول أعمالها مناقشة مسألة انضمام الجزائر إلى البريكس، مما أصاب الرئيس الصيني بالاستياء وكاد بدوره أن يغادر القمة لأنه لم يتقبل ذلك.
حلف فرنسا- الإمارات-المغرب-إسرائيل ضد الجزائر أصبح واقعاً ملموساً اليوم في العلاقات الدولية، ويستعمل هذا الرباعي كل إمكانياته لعرقلة السياسة الخارجية لبلادنا وربما التحضير لإحداث قلاقل داخلية لاحقاً.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة “المؤشر”
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…