بيان “حمس”.. في الوقت بدل الضائع
أصدرت حركة مجتمع السلم (حمس) بيانًا عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الجزائرية المسبقة لعام 2024، حاولت من خلاله تبرير أدائها المتواضع عبر اتهام السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بممارسات غير عادلة. أكدت الحركة أن مرشحها، حساني شريف عبد العالي، خاض الانتخابات بروح المسؤولية والالتزام الوطني، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الممارسات الإدارية غير المقبولة” التي رافقت عملية جمع التوقيعات والإعلان عن نتائج استمارات اكتتاب المواطنين. كما انتقدت ما اعتبرته غيابًا للعدالة في التغطية الإعلامية، ما أثّر على فرص مرشحها.
ورغم تقديم الحركة احتجاجات مكتوبة للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، واصلت مشاركتها في السباق الانتخابي، محاوِلةً تجاوز ما وصفته بـ «العقبات”. لكنها عادت في بيانها لتنتقد التأخير في الإعلان عن نسب المشاركة، مدعيةً أن النتائج تم التلاعب بها، وأنها لا تعكس حقيقة الأصوات التي عبّر عنها الناخبون، دون تقديم أدلة كافية. رغم ذلك، أكدت الحركة أن لديها محاضر ممثليها في مكاتب التصويت، مما يسمح لها بالتقدم بطعون قانونية إذا ما ثبتت تلك الادعاءات.
وأشار البيان إلى “ممارسات قديمة” قالت الحركة إنها عادت للظهور، مثل الضغط على مؤطري مكاتب التصويت لتضخيم النتائج، دون توضيح ما إذا كان الضغط قد أدى فعلاً إلى التضخيم أو أثر مباشرة على النتائج. وفي حال تأكدت تلك الممارسات، كان من الواجب على الحركة، أن تقدم الأدلة اللازمة وتطعن في نتائج المكاتب المتضررة، بدلًا من الاكتفاء بالاتهامات. كما أشارت الحركة إلى التصويت الجماعي بالوكالات وعدم تسليم محاضر الفرز لممثلي المترشحين.
وفي انتظار النتائج النهائية، أكدت الحركة أنها ستتحمل مسؤوليتها تجاه الناخبين والمناضلين، وستعمل على كشف الملابسات التي رافقت العملية الانتخابية والنتائج المحتملة. لكن هذا البيان يبدو محاولة للتغطية على حقيقة تراجع شعبية التيار الذي تمثله “حمس” في الساحة السياسية، والذي يتشابه في أفكاره مع تيار الإخوان المسلمين. تعكس النتائج الأولية ضعف تأييد الحركة بين الناخبين، في ظل وجود منافسين أكثر قبولًا وشعبية ينتمون إلى التيار الوطني.
في هذا السياق، تثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء محاولة الحركة تصوير الأمر وكأن النظام هو المسؤول عن إخفاقها، في حين أن تراجع شعبيتها هو السبب الأوضح وراء ضعف نتائجها. ورغم تأكيد “حمس” الدائم على أنها لا ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين الدولي، إلا أنها تبدو الآن مجبرة على تقديم تبريرات لفشلها الانتخابي أمامه، محاوِلةً إلقاء اللوم على النظام بدلًا من مواجهة واقع شعبيتها المتدهورة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …