‫الرئيسية‬ الأولى تزرع القيم بالكلمة… خنيسة سهيلة تراهن على القصة لبناء جيلٍ نقيّ
الأولى - فنون وثقافة - ‫‫‫‏‫6 أيام مضت‬

تزرع القيم بالكلمة… خنيسة سهيلة تراهن على القصة لبناء جيلٍ نقيّ

تزرع القيم بالكلمة... خنيسة سهيلة تراهن على القصة لبناء جيلٍ نقيّ
تواصل الكاتبة الجزائرية خنيسة سهيلة ترسيخ حضورها في أدب الطفل من خلال إصدارها الجديد بعنوان «القلوب الطيبة»، وهو عمل قصصي تربوي موجّه للأطفال، تسعى من خلاله إلى تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس النشء عبر حكاياتٍ مشوّقة تحمل رسائل تربوية عميقة.

تضم المجموعة أربع قصص قصيرة هي: التاجر المخادع، الوزير المخادع، الغابة السحرية، والمملكة الملعونة. وتتناول جميعها موضوعات الصدق والأمانة ونبذ الخداع، بأسلوبٍ بسيطٍ وسلسٍ يجعلها قريبة من عالم الطفل، لكنها في الوقت نفسه تحمل عمقًا إنسانيًا يدفع القارئ الصغير إلى التفكير والتأمل. وتؤكد الكاتبة من خلال هذا العمل أن الطيبة ليست ضعفًا بل قوة داخلية تعبّر عن الوعي الأخلاقي، وأن بناء شخصية متوازنة يبدأ من الطفولة.

وأوضحت خنيسة سهيلة في حديثٍ صحفي أنّ الهدف من إصدار «القلوب الطيبة» هو إعادة الاعتبار لأدب الطفل في الجزائر، في زمنٍ هيمنت فيه الوسائط الرقمية وتراجع فيه الإقبال على القراءة الورقية. واعتبرت أن القصة ما تزال وسيلة فعالة لتربية الذوق الجمالي وغرس القيم وتنمية الخيال واللغة، مؤكدة أن “الحكاية الجيدة تبقى في ذاكرة الطفل أكثر من أي درسٍ مباشر”.

اختيار عنوان «القلوب الطيبة» لم يكن صدفة، بل يعكس إيمان الكاتبة بقدرة القيم النبيلة على مواجهة المكر والأنانية المنتشرة في الواقع الاجتماعي المعاصر. فالقلب الطيب، في رؤيتها، هو رمز للنقاء الذي يجب أن يُحافظ عليه الإنسان في عالمٍ تتسارع فيه الأنانية والمظاهر.

وتنتمي خنيسة سهيلة إلى جيلٍ جديد من الكاتبات الجزائريات اللواتي يسعين إلى منح أدب الطفل مكانته المستحقة في المشهد الثقافي الوطني. فهي من مواليد 1 جانفي 1993، حاصلة على شهادة ماستر في بيولوجيا وفيزيولوجيا النبات، وتشغل منصب أستاذة تعليم ابتدائي، مما جعلها قريبة من عوالم الطفولة واحتياجاتها الفكرية والنفسية.

نال مسارها الأدبي عدة تتويجات، إذ حصلت على المرتبة السادسة في مسابقة الأديب يوسف إدريس، والمرتبة الثامنة في مسابقة أحمد حسن الزيات، والمرتبة السادسة في مسابقة القاص العربي، وهي جوائز تعكس تنوع تجربتها وصدق مشروعها الأدبي. ومن أبرز مؤلفاتها: لقاء مع الأمير عبد القادر، القلوب الطيبة، أمثال وأقوال مأثورة، وحين استيقظ الضمير (كتاب إلكتروني)، كما شاركت في الكتاب الجماعي نصوص لا تعرف الصمت.

يمثل هذا الإصدار الجديد إضافة نوعية إلى مسار أدب الطفل في الجزائر، الذي بدأ يستعيد عافيته بعد سنوات من التراجع. فالأعمال الموجهة للصغار مثل «القلوب الطيبة» لا تكتفي بالترفيه، بل تؤدي دورًا تربويًا وثقافيًا في بناء الوعي المبكر بالخير والجمال والصدق، وتغرس في الطفل فكرة أن القيم ليست شعارات بل ممارسات حياتية.

وفي ظل التحولات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة، ترى الكاتبة أن العودة إلى الكتاب الورقي لم تعد مجرد حنينٍ إلى الماضي، بل ضرورة لحماية الجيل الجديد من المحتوى السطحي الذي تفرضه المنصات الرقمية. فهي تراهن على الكتاب كرافعة تربوية وثقافية، وتؤمن بأن الكتابة للأطفال ليست ترفًا أدبيًا، بل مسؤولية إنسانية قبل أن تكون فنًا، ومسعى لغرس جذور الطيبة في زمنٍ يندر فيه الصفاء.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

العقرب الملائكي.. رواية تكشف الوجه الخفي لمعاناة المرأة بين القيد والنهضة

تطرح الكاتبة غنّام جمعة في روايتها الجديدة “العقرب الملائكي” عملاً سردياً لافت…