تصعيد خطير على الجبهة الأوكرانية.. طائرات F16 الأمريكية تشارك في الحرب ضد روسيا
روسيا تؤكد وصول طائرات F16 الأمريكية إلى أوكرانيا، وشوهدت منها طائرات تحلق في سماء أوديسا على شواطئ البحر الأسود. الحقيقة أن وصول الطائرات الأمريكية يعد تصعيدًا خطيرًا في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، كما يؤكد أن الغرب مستمر في سياسته العدوانية لإسقاط روسيا بأي وسيلة كانت. بعدما فشل الحصار الاقتصادي المزعوم، بل أصبح الغرب هو من يعاني منه، ويقترب الآن الاقتصاد الأمريكي نفسه من حالة ركود مخيفة جدًا.
روسيا تعلن أن المطارات التي ستستعمل لإقلاع الطائرات الأمريكية من أجل ضرب روسيا سيتم قصفها وتدميرها أينما كانت، داخل أو خارج أوكرانيا. هذا يعني أن الحرب قد تتسع وتصبح حربًا شاملة، عالمية ثالثة. في حقيقة الأمر، وكما كان قد صرح بذلك رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق مارك ميلي، فإن الطائرات التي ستحصل عليها أوكرانيا لن تغير شيئًا في مسار الحرب. وهو نفس موقف القادة الروس الذين يؤكدون أن الطائرات الأمريكية سيتم تدميرها ولن تؤثر على مجريات الحرب في أوكرانيا، خاصة وأن روسيا تملك من الأسلحة ما يمكنها من التعامل مع تلك الطائرات. ولقد أدخلت إلى الخدمة النظام الدفاعي الجديد S-500 القادر على إسقاط أي جسم طائر بما في ذلك الأقمار الصناعية.
تحاليل القادة الروس تبقى ثابتة، وتتعامل مع الغرب على أساس أنه عدو يعمل على تدميرها ولا تنخدع بالتصريحات التي عادة ما تكون كاذبة. بدأت عملية التشكيك في نوايا الغرب بعد عقوبات سنة 2010، وتحضرت منذ تلك الفترة إلى احتمال الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع دول الحلف الأطلسي. وأثبتت نوايا الغرب بعد خداع اتفاقية مينسك الأولى والثانية، كما صرحت بذلك أنجيلا ميركل نفسها، المستشارة الألمانية السابقة، التي قالت إن الاتفاقية وجدت فقط لاستغفال الروس وربح الوقت حتى تتمكن أوكرانيا من تحديث جيشها لمحاربة الروس.
روسيا وجهت اقتصادها بالكامل وتحالفاتها السياسية والعسكرية باتجاه الصين والخليج وآسيا، وقللت من تعاملها مع الغرب وحمت نفسها من النتائج السلبية للعقوبات التي فرضت عليها والتي أصبح الغرب من يندم على فرضها لأنها ارتدت ضده.
التصعيد في أوكرانيا، روسيا تحضرت له جيدًا ضمن السيناريوهات التي كانت منتظرة، لأن الغرب فجر الحرب ثم بدأ يتدرج في التصعيد مرحليًا إلى أن وصلنا الآن إلى مد أوكرانيا بالطائرات لضرب العمق الروسي. هذا هو الخط الأحمر الذي تجاوزه الغرب ولا نعرف نتائجه التي قد تكون بداية الحرب الشاملة في حالة رد روسيا على بلد من بلدان الناتو التي ستنطلق منها الطائرات، لأن المطارات الأوكرانية توجد تحت المراقبة الشديدة وستتعرض للتدمير مباشرة بعد أن تنطلق منها الطائرات.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…