‫الرئيسية‬ الأولى تهميش رياض محرز في دوري أبطال آسيا.. غياب الإنصاف أم حسابات أخرى؟
الأولى - رياضة - 4 مايو، 2025

تهميش رياض محرز في دوري أبطال آسيا.. غياب الإنصاف أم حسابات أخرى؟

تهميش رياض محرز في دوري أبطال آسيا.. غياب الإنصاف أم حسابات أخرى؟
وجد النجم الجزائري رياض محرز نفسه مغيّبًا عن جائزة أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا في مشهد رياضي كان من المفترض أن يكون لحظة تتويج عادلة، رغم أدائه المميز والدور الحاسم الذي لعبه في تتويج فريقه الأهلي السعودي باللقب القاري.

الأهلي السعودي توّج بلقب دوري أبطال آسيا بعد فوزه على كاوازاكي الياباني بنتيجة 2-0، في لقاء شهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا واحتفالات عارمة في ملعب جدة. لكن ما أثار الجدل، هو منح جائزة أفضل لاعب في البطولة إلى البرازيلي روبيرتو فيرمينو، في قرار أثار تساؤلات مشروعة حول معايير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

رياض محرز، وبشهادة الإعلام الرياضي السعودي، والمحللين الرياضيين، والمتابعين الجزائريين النزهاء، كان النجم الأول للبطولة. تمريراته الحاسمة، قيادته للفريق، دوره الحاسم في المباريات الكبرى، كلها جعلت منه الأحق دون منازع بالتتويج الفردي.

ورغم هذه الأرقام والإنجازات، فاجأ الاتحاد الآسيوي الجميع بتتويج فيرمينو، وهو قرار لم تُفهم خلفياته، خاصة أن الأرقام الفنية والإحصائية لا تصب في صالح اللاعب البرازيلي مقارنة بمحرز.

ما زاد من حدة الجدل، هو أن بعض الإعلاميين السعوديين الذين واكبوا البطولة منذ بدايتها أكدوا أن الاتحاد السعودي لا علاقة له بمنح الجوائز، وأن المسؤولية تعود حصريًا إلى الاتحاد الآسيوي، الذي يترأسه مسؤول بحريني.

ويُطرح هنا السؤال: هل تم تغييب محرز فقط لأسباب فنية؟ أم أن هناك عوامل سياسية ومواقف شخصية كان لها تأثير غير معلن؟ فمحرز، كما هو معروف، رفع علم فلسطين في عدة مناسبات في الملاعب الأوروبية، وعبّر عن تضامنه الواضح مع القضايا العادلة، ما جعله رمزًا لدى كثير من الجماهير العربية والإسلامية، لكنه في الوقت نفسه أصبح هدفًا غير مباشر لبعض الجهات التي لا تتقبل هذا النوع من المواقف.

هذه الحادثة، وإن كانت رياضية في ظاهرها، تفتح الباب أمام نقاش عميق حول مستقبل الإنصاف في المؤسسات الرياضية القارية، وحول ما إذا كانت هذه المنصات ما زالت محكومة بالمعايير الرياضية، أم أنها أصبحت رهينة للحسابات السياسية والتوازنات الإقليمية.

التاريخ لن يتذكر الجوائز التي تُمنح على غير استحقاق، لكنه لن ينسى مواقف اللاعبين الذين اختاروا الوقوف إلى جانب شعوبهم وقضاياهم العادلة. ورياض محرز، نجم فوق العادة، أثبت مرارًا أنه لاعب من طينة الكبار، أداءً ومبدأً.

الرسالة التي وصلت للجماهير الجزائرية والعربية بعد هذا التتويج الناقص، هي أن الإنصاف ما زال يُنتزع، وأن المواقف المبدئية تُدفع ضريبتها حتى في ملاعب الرياضة. لكن ما لا يمكن انتزاعه هو حب الجماهير واحترامها، وهو ما حظي به رياض محرز عن جدارة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…