حملة شعبية تستند إلى الذاكرة المؤلمة..”عمي تبون لا تذهب إلى العراق”…
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة بين الجزائريين تحت شعار “عمي تبون لا تذهب إلى العراق”، تطالب الرئيس عبد المجيد تبون بعدم حضور القمة العربية المرتقبة في بغداد. وتعكس هذه الحملة قلقاً شعبياً عميقاً يستند إلى وقائع تاريخية أليمة شهدتها العلاقات الجزائرية العراقية، حيث يتهم نشطاء على المنصات العراق بالتورط في اغتيال مسؤولين جزائريين رفيعي المستوى.
من أبرز هذه الأحداث، حادثة اغتيال وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد الصديق بن يحيى والوفد المرافق له، خلال مهمة وساطة لوقف الحرب الإيرانية العراقية. وقد أُسقِطت طائرته بصاروخ فوق المنطقة الحدودية بين العراق وإيران، ويُقال إن العملية تمت بأمر مباشر من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. التحقيق في الحادثة آنذاك قاده صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة الحالي، والذي كان حينها وزيراً للنقل. وقد توصل إلى نتائج تثبت تورط العراق، ورفع تقريراً بذلك إلى الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. لكن، وكما جرت العادة مع أغلب لجان التحقيق في الجزائر، لم تُعلَن النتائج للرأي العام.
حادثة أخرى يتداولها الناشطون، تتعلق بوفاة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، والتي يُشاع أنها كانت نتيجة عملية تسميم تمت خلال زيارته إلى العراق. وقد أشار وزير عراقي سابق، باسم الجبوري، إلى احتمال تورط نظام صدام حسين في ذلك، مستنداً إلى العداء الذي كان يكنه صدام لمواقف بومدين المعارضة لحزب البعث العراقي، الذي وصفه ذات مرة بـ”البعث البليد”. وتشير روايات أخرى إلى أن بومدين شعر بآلام حادة بعد مغادرته بغداد ومروره بدمشق، ما دفعه للعودة فوراً إلى الجزائر، حيث بدأت رحلة مرضه الغامض.
يرى كثير من الجزائريين أن هذه الأحداث تمثل صفحة سوداء في العلاقات الجزائرية العراقية، ما يبرر – في نظرهم – مطالبهم الحالية بعدم إرسال الرئيس تبون إلى بغداد، لا سيما في ظل ظروف دولية متوترة، قد تستغلها بعض الأطراف لإحداث فوضى في الجزائر عبر استهداف أعلى هرم السلطة.
الحملة التي تتسع يومياً بانضمام الآلاف إليها، تعبّر عن مخاوف شعبية صادقة، وإن كانت مبنية على روايات لم توثَّق رسمياً، إلا أنها لا تزال حيّة في الذاكرة الجماعية. ويرى البعض أن تنامي شعبية الرئيس تبون مؤخراً قد يكون دافعاً إضافياً لدى جهات خارجية معادية لزعزعة استقرار الجزائر من خلال استهدافه.
“عمي تبون لا تذهب إلى العراق” هو نداء يحمل طابعاً عاطفياً، لكنه يرتكز على قلق حقيقي حول سلامة الرئيس، في ظل تاريخ مضطرب وأحداث دامية لا تزال آثارها حاضرة في الوجدان الجزائري.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…