‫الرئيسية‬ الأولى روسيا تحذّر: الغرب يدفع أوكرانيا نحو سيناريو نووي خطير في زاباروجيا
الأولى - الدولي - ‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

روسيا تحذّر: الغرب يدفع أوكرانيا نحو سيناريو نووي خطير في زاباروجيا

روسيا تحذّر: الغرب يدفع أوكرانيا نحو سيناريو نووي خطير في زاباروجيا
توجّه موسكو اليوم أصابع الاتهام—بصورة مباشرة وغير مسبوقة—نحو بريطانيا، مؤكدة أنّ أجهزتها الاستخباراتية رصدت مخططات غربية لدفع كييف نحو تنفيذ عمل تخريبي خطير يستهدف محطة زاباروجيا النووية، بهدف إلصاق التهمة بروسيا وإظهارها أمام العالم وكأنها طرف مستعد لارتكاب «عمل نووي ضد المدنيين». ورغم أن هذه الاتهامات تبقى—حتى الآن—ضمن الرواية الروسية ولم تُدعّم بأدلة منشورة أو ببيانات من جهات مستقلة، فإنها تعكس درجة التوتر التي بلغتها الحرب ومستوى عدم الثقة بين موسكو والعواصم الغربية.

وتواصل روسيا، بأعلى درجات التحذير، وضع الرأي العام العالمي أمام مخاطر ما تسميه «المغامرات المتهوّرة» التي قد تقدم عليها دوائر غربية في أوكرانيا. وقد نجحت بالفعل في إيصال خطابها إلى قطاعات واسعة داخل أوروبا ممّا يُعرف بـ«الرأي العام المناهض للحرب»، وهو رأي بدأ بدوره يمارس ضغطًا على الحكومات الأوروبية التي فقد أغلبها البوصلة الاستراتيجية، وما تزال تبحث عن طريقة لاحتواء تداعيات حرب يبدو أنها خرجت عن سيطرتها.

في الوقت نفسه، يعيش الغرب على وقع حالة من “الهستيريا الأمنية”، حيث تتكرّر الأخبار حول طائرات مسيّرة تحلّق فوق مواقع حساسة في بلجيكا وألمانيا، وتوجيه الاتهام فورًا لروسيا، وكأن الدرونز الروسية قادرة على قطع المسافة من موسكو إلى بروكسل بسهولة، والتحليق فوق قواعد نووية معروفة بتشديدها الأمني الصارم. لكن خلف هذا الضجيج، تسعى الحكومات الأوروبية لإقناع شعوبها بأن «الخطر الروسي» يبرر مليارات اليورو التي تُضَخ في ميزانيات التسلّح، رغم أن مؤشرات كثيرة تدل على أن الولايات المتحدة بدأت تبتعد تدريجيًا عن خط المواجهة المباشرة، ما وضع أوروبا أمام حقيقة واضحة، من دون واشنطن، أي صدام مباشر مع روسيا سيكون انتحارًا سياسيًا وعسكريًا للقارة العجوز.

فروسيا—بموقعها الجغرافي وحجمها السكاني وثرواتها—ليست في حاجة إلى التوسع على حساب أحد، بينما يعتبر الكرملين أن ما يجري في أوكرانيا ليس إلا صناعة غربية هدفها دفع الناتو إلى حدود موسكو، ونشر صواريخ قادرة على ضرب العاصمة في دقائق، إضافة إلى تحويل ميناء سيفاستوبول في القرم إلى منشأة تابعة للبحرية الأمريكية، بما يعني خنق روسيا بحريًا ومنعها من الوصول إلى المياه الدافئة.

وقد فشل هذا المخطط الغربي، وفق القراءة الروسية، فشلًا ذريعًا. وبدل الاعتراف بالهزيمة، يتجه الغرب نحو ما تسميه موسكو «المخرج الانتحاري»، عمل تخريبي داخل محطة زاباروجيا، ستكون عواقبه نووية على أوكرانيا وأوروبا على حدّ سواء. وما يزيد المشهد خطورة أن روسيا تختبر في المقابل قدرات متقدمة مثل طوربيد بوسايدون وغواصة «خباروفسك»، وهو تذكير بأن أي عبث بالمواقع النووية قد يطلق تفاعلات لا يمكن للعالم السيطرة عليها.

الوضع اليوم بالغ الحساسية، وموسكو ترسل تحذيراتها على الملأ لتضع العالم أمام مسؤولياته. فالرواية الروسية—مهما كان موقف الآخرين منها—تفيد بوجود مخطط غربي خطير يهدف إلى جرّ المنطقة إلى حافة مواجهة نووية شاملة. وإذا صحت هذه التحذيرات، فإنّ أوروبا ستكون أول ضحايا أي انفجار في زاباروجيا، قبل أن يعرف العالم من كلّف ومن نفّذ ومن خطّط.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

المروك على حافة الانهيار الاقتصادي ويبحث منفذا عبر الجزائر

تكثّف دوائر المخزن في المروك خلال الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الممولة عبر مقالات مد…