‫الرئيسية‬ الأولى صالون الجزائر في ليون… ضحية نجاحه الكبير!
الأولى - أحوال الجالية - 24 مايو، 2025

صالون الجزائر في ليون… ضحية نجاحه الكبير!

صالون الجزائر في ليون... ضحية نجاحه الكبير!
شهدت مدينة ليون الفرنسية، يوم السبت 24 مايو 2025، حدثًا غير مسبوق من حيث الإقبال الجماهيري، تمثل في انطلاق أول نسخة من “صالون الجزائر” الذي أُقيم في قاعات ملعب “غروباما ستاديوم” بمنطقة دياسين – شاربيو، إحدى ضواحي المدينة. لكن النجاح الجماهيري الكبير سرعان ما تحول إلى فوضى تنظيمية، وأجواء من التوتر والاستياء، بعد أن عجز المنظمون عن استيعاب الأعداد الهائلة من الزوار الذين فاقوا كل التوقعات.

منذ الساعات الأولى من صباح السبت، بدأت الطوابير الطويلة تتشكل أمام بوابات الملعب. آلاف الجزائريين والمحبين للثقافة الجزائرية، من داخل فرنسا وخارجها، تقاطروا نحو الفضاء المخصص للصالون، حاملين معهم حماسة كبيرة لاكتشاف هذا الحدث الفريد من نوعه، الذي أراد أن يعكس ثراء الجزائر الثقافي، السياحي، الاقتصادي، والتراثي. غير أن الأمور سرعان ما خرجت عن السيطرة.

المنظمون الذين لم يتوقعوا هذا الزخم الشعبي، خصصوا فقط 4,500 مقعد داخل قاعات الملعب، وهي قدرة استيعاب لم تكن لتلائم بأي حال من الأحوال هذا الإقبال الكثيف. مع مرور الوقت، امتلأت القاعات عن آخرها، وبدأت موجة من الزوار تُمنع من الدخول، سواء ممن لم يحصلوا على تذاكر مسبقة، أو حتى بعض حاملي التذاكر، ما أشعل فتيل التوتر والغضب في أوساط الجماهير.

في مشهد محبط، اضطر آلاف الأشخاص إلى مغادرة المكان بعد ساعات من الانتظار تحت الشمس، بعضهم جاء من مناطق بعيدة في فرنسا، والبعض الآخر من دول أوروبية مجاورة، فقط من أجل المشاركة في ما كان يُفترض أن يكون مهرجانًا للفرح والانتماء. وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لزوار غاضبين، وآخرين يعبرون عن خيبة أملهم، مشيرين إلى “سوء التنظيم” و”عدم احترام الجمهور”.

وقال أحد الزوار ممن تم رفض دخولهم رغم امتلاكه تذكرة: “أنا في قمة الاستياء، قطعت مئات الكيلومترات لحضور الصالون، وفي النهاية وجدت نفسي مرفوضًا على الباب. لا يمكن أن يُنظم حدث بهذا الحجم في مكان محدود دون خطة طوارئ!”.

من جهتهم، عبّر المنظمون عن “صدمتهم” من حجم الإقبال غير المتوقع، مؤكدين أنهم لم يكونوا مستعدين لاحتضان هذا الكم من الزوار في أول نسخة. وقال أحد أعضاء الفريق التنظيمي: “نحن فخورون بهذا النجاح، لكننا في الوقت ذاته نشعر بخيبة أمل. لقد فاق الإقبال قدرتنا على الاستيعاب، وهذا درس كبير لنا في المستقبل”.

يُذكر أن صالون الجزائر بليون جاء كمبادرة لربط الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا بوطنها الأم، وللترويج للوجه الثقافي والسياحي للجزائر، من خلال معارض، عروض فنية، ندوات، ومساحات مخصصة للمنتجات التقليدية والحرفية. وكان من المتوقع أن يشكل نقطة انطلاق لنسخ مستقبلية أكثر تنظيمًا واتساعًا.

غير أن ما حدث السبت يفتح الباب لعدة تساؤلات حول مدى استعداد المنظمين لمثل هذه التظاهرات، خاصة حين يتعلق الأمر بجالية تُعرف بحماستها وارتباطها العميق ببلدها. فأن تتحول لحظة فخر بالهوية إلى مناسبة للإحباط، هو أمر لا يجب أن يُتكرر مستقبلاً.

اليوم، وبين النجاح الجماهيري والتقصير اللوجستي، يبقى صالون الجزائر في ليون عنوانًا لحدث صنع الجدل بقدر ما صنع الفرح. وعلى الجهات المنظمة أن تعي أن الجزائر، بما تحمله من رمزية في قلوب أبنائها، تستحق الأفضل… تنظيميًا، قبل أي شيء آخر.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…