‫الرئيسية‬ الأولى عدم استدعاء بلايلي يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
الأولى - رياضة - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

عدم استدعاء بلايلي يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

عدم استدعاء بلايلي يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
فتحت قضية عدم استدعاء اللاعب يوسف بلايلي للمنتخب الوطني الأول والثاني بابًا واسعًا من الجدل داخل الأوساط الرياضية الجزائرية، إذ شكّل غيابه المفاجئ عن القائمة الأخيرة صدمة حقيقية لمتابعي كرة القدم الوطنية، وزاد من التخوفات بشأن إمكانية إقصائه من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة. وقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء مزدحم بالنقاشات، حيث انتشر عشرات الفيديوهات والتعليقات التي تحاول فهم خلفيات هذا القرار الغريب، في وقت يظل فيه الغموض يلفّ الأسباب الحقيقية وراء إبعاده.

وبينما ذهبت بعض التخمينات إلى الحديث عن انتقام قديم جديد مرتبط بخلافات شخصية سابقة بين اللاعب ومسؤول سابق في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، يتساءل كثيرون عن سبب إقصاء بلايلي في هذا التوقيت تحديدًا، رغم أدائه المميز مع الترجي التونسي وعودته القوية كلاعب حاسم، يساهم في نتائج فريقه ويستعيد كامل إمكاناته الفنية. ومن الطبيعي — كما يردد أنصار اللاعب — أن يُستدعى نجم بهذا المستوى لتعزيز صفوف المنتخب، خاصة في ظل حاجة الفريق الوطني إلى لاعبين يمتلكون خبرة المنافسات الكبيرة وقدرة على صناعة الفارق.

هذه القضية أثارت كذلك مخاوف أوسع تتعلق بطبيعة ذهنية بعض المسؤولين الذين يتعاملون مع مناصبهم بروح انفعالية وانتقامية، ويضخمون الأنا إلى حد المرض، فيفضلون تصفية حسابات شخصية على حساب التسيير الموضوعي لصالح الفريق الوطني. فإن صحت هذه القراءة، فإن المنتخب الوطني يدخل نفقًا مقلقًا، وقد تتسع هذه الذهنية — إن تُركت دون ردع — لتنعكس على قطاعات أخرى في البلاد، لتفتح الباب أمام أزمة تسيير قائمة على الشخصنة والنرجسية بدل الاحترافية والمسؤولية.

وقد أشار لي صديق إلى أن تضخم الأنا لدى بعض المسؤولين بات خطرًا داهمًا على الجزائر، لأنه يضيع الوقت ويهدر القدرات والطاقات لأسباب تكاد تكون مرضية، خاصة لدى جيل من المسؤولين الذين تولوا مناصب حساسة بعد سنوات الإرهاب، حيث اختلطت لديهم مشاعر السلطة بالاعتزاز المفرط بالذات، فغابت المصلحة العامة أمام نزوات فردية لا علاقة لها بمنطق الدولة.

ولا شك أن مثل هذه السلوكيات موجودة في معظم دول العالم، لكنها تُحاصر عادة بالتكوين الجيد وبثقافة مؤسساتية تجعل المسؤول يضع المصلحة العامة فوق اعتباره الشخصي. أما عند غياب هذه الثقافة، فقد يتحول الخلاف اللفظي أو حتى طريقة التسليم على المسؤول إلى سبب للعداء، وربما إلى قرار انتقامي يطاول مستقبل لاعب أو إطار أو موظف، كما حدث سابقًا مع رياض محرز الذي نال نصيبه من الانتقادات المبالغ فيها والمطالبات غير المبررة بإبعاده عن المنتخب، رغم كل ما قدمه في التتويج الإفريقي والمشوار العالمي.

وتثبت هذه الظواهر أننا أمام مرض خطير يتمثل في تضخم الأنا لدى بعض الشخصيات، وهو مرض يصبح أشد خطورة حين يصل أصحابه إلى مواقع اتخاذ القرار، لأنهم حينها يحوّلون الوظيفة العمومية إلى أداة لإثبات الذات بدل خدمة الوطن. ولهذا بات الحذر من هؤلاء ضرورة وطنية ملحّة، لأن تولي المناصب الحساسة يستوجب تقديم مصلحة الدولة والمجتمع على أي اعتبارات شخصية أو عُقد نفسية.

وفي حال تأكد أن يوسف بلايلي كان ضحية إقصاء انتقامي أو قرار غير موضوعي، فإن الواجب يفرض مساندته والوقوف معه، لأنه كان دائمًا لاعبًا مبدعًا وصانعًا للفارق مع المنتخب الوطني، ولأنه قدم الكثير كلما ارتدى القميص الجزائري. مثل هذه الممارسات — إن صحّت — لا تضر بلايلي وحده، بل تضر المنتخب، والرياضة الجزائرية، ومبدأ تكافؤ الفرص، بل وتُضعف ثقة الجمهور في شفافية تسيير الكرة الوطنية التي يفترض أن تبنى على معايير واضحة لا على حسابات شخصية ضيقة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

تصويت الجزائر في مجلس الأمن… منطق الدولة ينتصر

تعالت أصواتٌ عديدة تندّد بتصويت الجزائر لصالح المشروع الأميركي المتعلق بغزة، معتبرة أنّ ال…