غادر سوريا وأمر بنقل السلطة سلمياً.. كيف سقط الأسد؟!
شهدت سوريا تطورًا مفاجئًا خلال الساعات الماضية، مع إعلان وسائل الإعلام الرسمية سقوط نظام بشار الأسد وسط احتفالات واسعة في مختلف أنحاء البلاد. ورغم المشهد الاحتفالي، فإن التدقيق في تفاصيل هذا الحدث يكشف عن تساؤلات عميقة حول الكيفية التي تم بها الانتقال المفاجئ للسلطة.
بيان وزارة الخارجية الروسية أكد أن الأسد غادر سوريا طواعية، وأمر بنقل السلطة سلميًا، ما يثير جدلًا حول دور “المعارضة المسلحة” في هذا التغيير.
تسليم السلطة سلميًا
وفقًا لما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية، اختار الأسد مغادرة سوريا بعد مفاوضات مع قوى المعارضة المسلحة. وأصدر تعليماته لنقل السلطة سلميًا، مع تكليف الوزير الأول بتسيير الأمور في المرحلة الانتقالية. هذه الرواية تسلط الضوء على عدم وجود معارك حاسمة أو انهيار مفاجئ للنظام على الأرض، مما يشير إلى انسحاب منظم أكثر من كونه انهيارًا عسكريًا.
غياب المعارك و”الانتصار بلا قتال” التقارير الميدانية أظهرت أن الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق كانت خالية من أي مقاومة تُذكر، وأن المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام سُلِّمت دون اشتباكات عنيفة. هذا الغياب للمواجهات الكبرى يُلقي بظلال من الشك على سردية المعارضة المسلحة التي أعلنت انتصارها ودخولها العاصمة.
إذا كان دخول المعارضة إلى دمشق قد تم دون معارك حقيقية، فهذا يدعو للتساؤل: هل ما حدث كان انسحابًا طوعيًا من النظام بتنسيق مسبق مع أطراف دولية، أم أنه نتيجة لانهيار داخلي غير معلن؟
الأسد يختار الخروج الطوعي
قرار الأسد بمغادرة البلاد مع عائلته يعكس رغبة واضحة في تجنب المزيد من الدمار وسفك الدماء. وتشير التقارير إلى أن هذا القرار جاء بدعم روسي، حيث ساعدت موسكو على ترتيب عملية انتقال السلطة لتجنب الفوضى. كما أن التراجع الملحوظ في الدعم الإيراني والروسي في الأشهر الأخيرة ساهم في تسريع هذا التحول.
روسيا، التي تركز جهودها حاليًا على حربها في أوكرانيا، سعت إلى إنهاء الملف السوري بطريقة تضمن لها الاحتفاظ بنفوذها في المنطقة، بينما إيران وجدت نفسها مضطرة لتقليص تدخلاتها بفعل الضغوط الإقليمية والتحديات الداخلية.
دور القوى الدولية
السردية التي تقدم “المعارضة المسلحة” كالقوة الحاسمة في إسقاط النظام تبدو غير مكتملة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تصريحات الخارجية الروسية ودورها في تسهيل عملية الخروج السلمي للأسد. هذا الدور يثير تساؤلات حول استقلالية القرار السوري ومدى تأثير القوى الدولية في رسم معالم هذه المرحلة الانتقالية.
ماذا بعد الأسد؟
رحيل الأسد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحديات لسوريا. هيئة تحرير الشام، التي تُقدِّم نفسها كقوة معتدلة، تواجه شكوكًا حول قدرتها على إدارة البلاد، نظرًا لماضيها المرتبط بتنظيم القاعدة. كما أن وجود فصائل مسلحة متعددة وأجندات خارجية متباينة قد يعقد المشهد السياسي.
السؤال الأكبر الآن هو: هل سيُفضي هذا التغيير إلى حل سياسي شامل يضمن وحدة سوريا واستقرارها، أم أنه مجرد بداية لفصل جديد من الصراع على السلطة؟
نهاية عهد أم بداية لصراع جديد؟
ما حدث في سوريا يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري. قرار الأسد بمغادرة السلطة وتجنب المعركة الأخيرة يُشير إلى ترتيبات دولية أُعدت مسبقًا لتجنب فوضى شاملة. النظام الذي صمد لعقد كامل أمام حرب طاحنة يبدو أنه اختار الخروج بأقل الخسائر، تاركًا وراءه توازنات جديدة ستحدد مستقبل البلاد.
يبقى السؤال مطروحًا: هل كانت هذه النهاية الفعلية لحكم الأسد، أم أنها مقدمة لصراعات أعمق على شكل النظام المقبل ومستقبل سوريا؟
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…