‫الرئيسية‬ الأولى غويتا والحرب السياسية ضد الجزائر.. ما وراء التصعيد العسكري؟
الأولى - الوطني - مقالات - 8 أبريل، 2025

غويتا والحرب السياسية ضد الجزائر.. ما وراء التصعيد العسكري؟

غويتا والحرب السياسية ضد الجزائر.. ما وراء التصعيد العسكري؟
من غير الممكن أن تتحرك مالي، بقيادة العقيد أسيمي غويتا المقرب من المغرب، ضد الجزائر دون توجيه من تحالفات إسرائيلية فرنسية-مغربية. وقد كان الرد الجزائري على محاولة اختراق الطائرة المسيرة للحدود الجزائرية قاسيًا، حيث أسقطت الطائرة في رسالة حاسمة لكل من يهمه الأمر. تلا ذلك رد سياسي جزائري أكثر شدة، أبرز عدم التنسيق بين دول المجموعة، حيث أظهرت النيجر وبوركينا فاسو رفضًا واضحًا للتصعيد المالي ضد الجزائر. وفقًا لمصادر إعلامية محلية، كان البيان الذي صدر باسميهما غير مُستشار من قِبل قادتهما.

الرد العسكري الجزائري أثار قلق العديد من الجهات، بما في ذلك الدولة المصنعة للطائرة المسيرة، التي عبرت عن حيرتها حيال الطريقة التي أسقطت بها الطائرة، نظرًا لمكانتها العالمية المتقدمة. تلك الطائرة قد نجحت في الكشف عن طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التي تحطمت في جبال إيران، كما لعبت دورًا حاسمًا في الحروب بين أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى أداء ميداني بارز في سوريا. الآن، الجهة المصنعة للطائرة تدرس الحادثة بعناية، خاصة فيما يتعلق بالسلاح الذي أدى إلى فشل نجاحاتها العسكرية.

من جانب آخر، جاء البيان الجزائري ليعكس رفضًا قاطعًا للنظام العسكري المالي بقيادة غويتا، وكذلك للأنظمة العسكرية التي أطاحت بالحكومات المدنية في النيجر وبوركينا فاسو. العقيد غويتا، الذي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عسكري، لم يحدد حتى الآن طريقة للانتقال إلى حكم مدني منتخب، بل يستمر في تعزيز سلطته في العاصمة بماكو وبعض ضواحيها، مُمارسًا العنف ضد المواطنين الماليين، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الأصول القبلية في شمال مالي. هذا العنف يتناقض مع جهود المصالحة الوطنية التي ساهمت الجزائر في دعمها.

من الواضح أن غويتا، المدعوم من المغرب، يواصل عداءه للجزائر دون أن يعي العواقب المحتملة لهذا التصعيد. رغم ذلك، تبقى الجزائر في موقف متميز من خلال تقديم الدعم العسكري والسياسي للنيجر ومالي ضد أي تدخلات خارجية، إضافة إلى حماية أمن حدودها المشتركة مع مالي. الجزائر كانت قد أغلقت مجالها الجوي في وجه الطائرات الحربية الفرنسية التي كانت تحاول قصف العاصمة النيجر، في خطوة تعكس التزامها بحماية جيرانها.

البيان السياسي الجزائري الذي رد على التصريحات الثلاثية (مالي، النيجر، بوركينا فاسو) كان بمثابة صفعة دبلوماسية لهذه الدول، حيث تم تفعيل منع الطيران المدني المالي من عبور الأجواء الجزائرية. هذا الموقف يعيد إلى الأذهان أزمة سابقة مع النيجر، عندما حاولت فرض تأشيرات على الجزائريين، فكان رد الدبلوماسي الجزائري حاسمًا: “انصحكم قبل اتخاذ قراركم أن تستخلصوا الدرس من المغرب”. بعد ذلك، عدل النيجيريون عن قرارهم. ومع ذلك، يبدو أن غويتا، مغامرًا بماكو، ماضٍ في استفزاز الجزائر بتوجيه الطائرات المسيرة، مُتجاهلًا عواقب ذلك.

الأزمة مع الطوارق في شمال مالي أكثر تعقيدًا مما يظهره بعض المتابعين. حيث تعكس هذه الأزمة جانبًا عنصريًا في النظام المالي، الذي يهيمن عليه فصيل واحد ويُقصي الأمازيغ والطوارق من المشاركة السياسية، مما دفعهم إلى المطالبة بالانفصال. رغم محاولات الجزائر لتوسيع جهود المصالحة، لم تُحل الأمور بعد، ويستمر غويتا في تأزيم الوضع. لكن يبقى السؤال: لصالح من؟


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…