‫الرئيسية‬ الأولى فضيحة عنصرية في فرنسا: مسؤولة محلية تسخر من الجزائريين بـ”Starter Pack” مهين!

فضيحة عنصرية في فرنسا: مسؤولة محلية تسخر من الجزائريين بـ”Starter Pack” مهين!

فضيحة عنصرية في فرنسا: مسؤولة محلية تسخر من الجزائريين بـ"Starter Pack" مهين!
أثار منشور إلكتروني نُشر يوم الجمعة 11 أفريل الجاري موجة استياء وغضب واسع في صفوف الجالية الجزائرية بفرنسا، بعدما عمدت منتخبة محلية بمدينة سيت الفرنسية إلى مشاركة محتوى اعتُبر مهينًا وعنصريًا تجاه الجزائريين، في تجلٍّ جديد لما يمكن تسميته بـ”تصاعد العنصرية الممنهجة” تجاه أبناء الجالية في البلاد.

المنتخبة المعنية هي كورين أزاييس (Corinne Azaïs)، نائبة عمدة مدينة سيت (جنوب فرنسا) والمكلفة بملف التربية والشباب، وقد نشرت على صفحتها الرسمية في “فيسبوك” صورة تحت عنوان “Starter Pack OQTF”، في إشارة إلى أوامر مغادرة التراب الفرنسي (Obligation de Quitter le Territoire Français)، ما فُسّر بأنه استهداف مباشر للجزائريين المقيمين بفرنسا.

الصورة التي نشرتها المنتخبة تتضمن دمية لشخص يُدعى “كريم”، يرتدي لباسًا أخضر بخط أبيض، مع وجود علم جزائري وطائرة، في إشارة إلى الطرد، وتحتها عبارة “1 2 3 Viva l’Algérie – je partira pa”، وهي تهجئة ساخرة وغير سليمة نحويًا لعبارة “لن أرحل”، وتُستعمل عادة في أغاني إلكترونية ذات طابع عنصري متداول على شبكات اليمين المتطرف.

وبالرغم من أن منشورات “Starter Pack” شائعة على مواقع التواصل وغالبًا ما تكون ذات طابع ساخر، إلا أن النسخة التي نشرتها أزاييس لم تكن مضحكة بل صادمة، لما تحمله من تحقير وتنميط للجالية الجزائرية، التي تُعد من أكبر الجاليات الأجنبية المقيمة في فرنسا.

ما إن انتشر المنشور حتى قوبل بموجة تنديدات واسعة من قبل نشطاء، سياسيين، وممثلين عن الجالية، الذين وصفوا ما قامت به المنتخبة بأنه “خطاب كراهية” و”تمييز عنصري ممنهج”.

وأشارت صحيفة “ميدي ليبر” (Midi Libre) المحلية إلى أن العبارة الواردة في المنشور مستوحاة من مقطع موسيقي تُروّج له جهات يمينية متطرفة، ما يُعزز الطابع الإقصائي والتحريضي للرسالة.

في ظل تصاعد الضغط، طالب عديد المتابعين عبر مواقع التواصل الجهات الرسمية الفرنسية بفتح تحقيق فوري حول خلفيات هذا التصرف، ومساءلة المنتخبة أزاييس، معتبرين أن ما قامت به لا يليق بمسؤول منتخب، خاصة وأنها تمثل قطاعًا حساسًا كالتربية والشباب.

من جهتهم، أطلق عدد من ممثلي الجالية دعوات لمقاطعة الفعاليات التي تشارك فيها المنتخبة، مؤكدين على ضرورة وقف التطبيع مع الخطاب العنصري المعادي للجزائريين.

تأتي هذه الحادثة في وقت حساس تعرف فيه العلاقات الفرنسية-الجزائرية حالة مدّ وجزر، وعلى خلفية تصاعد الجدل السياسي في فرنسا حول الهجرة، والانتماء، و”الاندماج”، وهي قضايا تستغلها بعض الأطراف اليمينية بشكل متكرر لتغذية الشعور بالرفض تجاه المهاجرين، وعلى رأسهم أبناء الجالية الجزائرية.

وفي تعليقه على الحادثة، قال الدكتور سفيان بوقرة، الخبير في شؤون الجالية الجزائرية وفاعل في المجتمع المدني بفرنسا، لـ “المؤشر”: “ما حدث ليس مجرد خطأ فردي أو مزحة غير محسوبة، بل هو انعكاس لحالة مقلقة من تطبيع خطاب الكراهية تجاه الجزائريين في فرنسا. حين يصدر هذا الخطاب عن مسؤول منتخب، فهو يصبح أكثر خطورة لأنه يمنح الشرعية السياسية للعنصرية، ويكرّس الإقصاء الاجتماعي والثقافي”.

وأضاف: “ما يجب أن تدركه السلطات الفرنسية، هو أن الكرامة ليست مادة قابلة للتفاوض أو السخرية، وإذا لم يتم التعامل مع هذه الانزلاقات بصرامة، فإن ذلك سيؤسس لانقسام عميق في نسيج المجتمع الفرنسي، لا سيما في علاقته مع جالياته المغاربية”.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…