في الذكرى السبعين لثورة التحرير: استعراض صاروخ إسكندر.. رسالة قوة من الجيش الجزائري
ظهرت خلال الاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المباركة شاحنات تحمل صواريخ باليستية متوسطة المدى وفرط صوتية من نوع “إسكندر”، التي اكتسبت شهرة واسعة في حرب أوكرانيا. استخدمت روسيا هذه الصواريخ لتدمير بطاريات “باتريوت” الأمريكية وأهداف عسكرية أخرى هامة، حيث أثبتت فعالية هذا النوع من الأسلحة المتوسطة المدى والدقيقة في إصابة أهدافها، إضافة إلى ميزة التنقل السريع لمنصات الإطلاق، مما يجعل من الصعب تعقب الصواريخ بعد إطلاقها.
يعد صاروخ “إسكندر” من أدق الصواريخ، ويصعب اعتراضه أو إسقاطه بفضل سرعته الفائقة التي تصل إلى 6 ماخ، بالإضافة إلى إضافة شراك خداعية تهدف إلى التشويش على الصواريخ المضادة التي تحاول اعتراضه. وقد ظهرت هذه الصواريخ في عدة مناورات للجيش الجزائري، ووضعت على الحدود مع ليبيا حينما كانت المنطقة مضطربة بسبب تواجد عدد كبير من الإرهابيين السوريين في طرابلس. في تلك الفترة، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الخط الأحمر للأمن القومي الجزائري يبدأ من طرابلس، في إشارة إلى قدرة صواريخ “إسكندر”، التي يصل مداها إلى 500 كلم، على حماية الجزائر من أي تهديد خارجي.
تعتبر صواريخ “إسكندر” ذات دقة عالية وسرعة فائقة، وتُصعّب الشراك الوهمية مهمة تعقبها، مما يمنح الجيش الجزائري قدرة على تدمير الأهداف على مسافات بعيدة، ويؤمن له حماية كبيرة من أي رد فعل محتمل. وقد أثبت الرأس المتفجر لهذه الصواريخ فاعليته في إحداث دمار واسع، كما رأينا في حرب أوكرانيا، حيث لم يتم حتى الآن اعتراض أي صاروخ “إسكندر” من هذا النوع تحديداً، والذي تستخدمه روسيا بكثافة لضرب الأهداف الاستراتيجية الدقيقة.
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الجيش الجزائري أدخل هذا الصاروخ في الخدمة سنة 2018، وعرضه في احتفال الذكرى السبعين للاستقلال يحمل رسائل متعددة للأعداء أو المغامرين، بأن الجزائر قادرة على حماية أراضيها من أي عدوان. كما يشير إلى مدى تطور الكوادر الجزائرية في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بدقة ومهارة، وهو عنصر يُعد من الأصول الثمينة في المجال العسكري، حيث أن الجيوش التي تمتلك أفراداً ذوي تكوين عالٍ تتفوق على تلك التي تمتلك العتاد فقط دون قدرات بشرية ماهرة.
تهانينا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، على تطوره وسيطرته على التكنولوجيا العسكرية الحديثة، والتي برزت أيضاً في قطاع الطيران والبحرية، بالإضافة إلى تقنية إطلاق الصواريخ من الغواصات إلى الأهداف البرية، وهي تكنولوجيا متقدمة تقتصر على عدد قليل من الدول.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…