في قضية ابتزاز رجل أعمال.. النيابة تطالب بمحاكمة السفير الفرنسي الاسبق بالجزائر برنارد باجوليه
تواجه برنارد باجوليه، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية (DGSE) والسفير الفرنسي في عدة عواصم منها الجزائر، تهماً بالتواطؤ في محاولة ابتزاز. وقد طالبت النيابة العامة في بوبيني، يوم الخميس 13 جوان، بإحالة برنارد باجوليه إلى المحكمة الجنائية بتهمة التواطؤ في محاولة ابتزاز رجل الأعمال ألان دومينيل في عام 2016، وفقًا لما علمته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) من وزارة العدل يوم الثلاثاء.
يتهم رجل الأعمال ألان دومينيل جهاز المخابرات باستخدام الإكراه لمطالبته بدفع أموال في عام 2016. وقد طلبت النيابة أيضًا محاكمة برنارد باجوليه بتهمة الاعتداء التعسفي على الحرية الفردية من قبل شخص مكلف بسلطة عامة.
تفاصيل القضية
اتهم ألان دومينيل، رجل الأعمال البارز، جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية بمحاولة ابتزازه عبر وسائل قسرية للحصول على أموال منه. وجاءت هذه الاتهامات في سياق أحداث تعود إلى عام 2016، حيث يزعم دومينيل أن الجهاز استخدم سلطته لتحقيق مكاسب مالية بطريقة غير قانونية.
استجابة النيابة العامة
في استجابة لهذه الاتهامات، قامت النيابة العامة في بوبيني بمراجعة الأدلة والشهادات المقدمة وقررت، يوم الخميس 13 يونيو، طلب إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية. تأتي هذه الخطوة في إطار حرص النيابة على ضمان تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات قانونية، حتى لو كانوا يشغلون مناصب عليا في الدولة.
التهم الموجهة
تتضمن التهم الموجهة إلى برنارد باجوليه، التواطؤ في محاولة الابتزاز، حيث يُتهم بمساعدة أو تسهيل محاولة ابتزاز رجل الأعمال دومينيل. و الاعتداء التعسفي على الحرية الفردية، وهي تهمة ترتبط باستخدام السلطة العامة بشكل غير قانوني لتقييد حرية فرد ما.
تسلط هذه القضية الضوء على التحديات والمخاطر التي يمكن أن تنشأ عندما يتم استخدام الأجهزة الأمنية لأغراض شخصية أو مالية. كما تؤكد على ضرورة وجود رقابة صارمة وآليات محاسبة فعالة لضمان عدم إساءة استخدام السلطة. من المتوقع أن يتم تحديد موعد للمحاكمة قريبًا، حيث ستتاح الفرصة للطرفين لتقديم دفاعهما والأدلة المتعلقة بالقضية. سيتابع الجمهور والمراقبون هذه القضية عن كثب، نظرًا لأهميتها وتأثيرها على سمعة جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية والمسؤولين السابقين فيه.
مذكرات.. ومواقف محرجة
للتذكير، فقد أثارت مذكرات برنارد باجوليه، اهتماماً خاصاً في الجزائر. حملت المذكرات عنوان “الشمس لم تعد تشرق من الشرق”، وقد تبرأت فرنسا رسمياً من محتواها، مما أدى إلى توتر في العلاقات الثنائية بين البلدين. في كتابه، يروي باجوليه عدة مواقف وأحداث حرجة تتعلق بالعلاقات الفرنسية الجزائرية، من ضمنها:
ديغول والمصاعد الجزائرية:
عام 1962، أرسل الرئيس الجزائري أحمد بن بلة وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة إلى باريس لمناقشة تأميم الممتلكات التي تركها الفرنسيون بعد الاستقلال. وبعد حوار طويل، قطع ديغول الحديث قائلاً لبوتفليقة: “لا تتخيل أنني سأصلح مصاعدكم إلى الأبد!”.
بومدين والسفير الفرنسي:
الرئيس هواري بومدين لم يستقبل السفير الفرنسي غي دو كومنيس دي مارسلي طوال فترة توليه منصبه في الجزائر من 1975 إلى 1979. بل كان بومدين يتحدث بانتظام مع مراسل جريدة لوموند، بول بالتة.
تسريبات عن فساد عائلة بوتفليقة:
في يناير 2008، أبلغ باجوليه نظيره الأمريكي عن الفساد المتفشي في الجزائر والذي طال عائلة الرئيس. وعندما تم تسريب هذه المعلومات في 2010 عبر ويكيليكس، أثارت عاصفة إعلامية دون رد فعل قوي من السلطات الجزائرية.
فأر كبير في غداء رئاسي:
في ديسمبر 2007، خلال زيارة نيكولا ساركوزي للجزائر، حضر فأر كبير غداءً رسمياً في قاعة مهملة ببلدية قسنطينة، لكن باجوليه كان الوحيد الذي لاحظه. بوتفليقة وساركوزي:
رغم العلاقة الجيدة بين بوتفليقة وساركوزي، توترت العلاقات في أغسطس 2008 بعد اعتقال دبلوماسي جزائري في فرنسا بتهمة التواطؤ في اغتيال معارض جزائري. رفض بوتفليقة الرد على مكالمات ساركوزي بعد هذه الحادثة.
رفض جامعة فرنسية-جزائرية:
اقترح باجوليه إنشاء جامعة فرنسية-جزائرية في الجزائر، لكن بوتفليقة رفض الفكرة خوفًا من أن يستقطب هذا المشروع الشباب الجزائري المتعلم. هذه المواقف والأحداث، سواء كانت حقيقية أم لا، تظل موضوعاً للنقاش والتحليل، وتلقي الضوء على تعقيدات العلاقات بين البلدين.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الزليج الجزائري يتوج في معرض “إكسبو 2025 أوساكا” باليابان
تألقت الجزائر مجددًا على الساحة الدولية من خلال تتويجها بالميدالية الفضية لأفضل تصميم خارج…