‫الرئيسية‬ الأولى “كم أحبك”.. فيلم وثائقي لعز الدين مدور يثبت بالصور استعمال جزائريين أحياء في التجارب النووية الفرنسية
الأولى - فنون وثقافة - 13 مارس، 2025

“كم أحبك”.. فيلم وثائقي لعز الدين مدور يثبت بالصور استعمال جزائريين أحياء في التجارب النووية الفرنسية

"كم أحبك".. فيلم وثائقي لعز الدين مدور يثبت بالصور استعمال جزائريين أحياء في التجارب النووية الفرنسية
قرار التلفزيون الجزائري بث الفيلم الوثائقي السويسري الذي منعت قناة فرنسية بثه لأنه يتحدث عن استعمال فرنسا للسلاح الكيماوي في الجزائر، هو قرار جريء يستحق الشكر من قيادة التلفزيون الجزائري. الحدث فتح نقاشًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول جرأة الصحفيين والسينمائيين الجزائريين في إنجاز أفلام تعالج مثل هذه القضايا.

ومن موقعي كصحفي سابق في التلفزيون الجزائري، ارتأيت التذكير بفيلم وثائقي أنجزه المخرج الراحل عز الدين مدور للتلفزيون الجزائري وبثه سنة 1985، وكان جزءًا من سلسلة بعنوان “كم أحبك”، ويقصد بها بالطبع الجزائر، وقد قرأ تعليق السلسلة الراحل عبد القادر علولة الذي اغتالته يد الإرهاب.

الفيلم الوثائقي للمخرج الكبير عز الدين مدور أظهر في إحدى حلقاته صورًا لجزائريين أحياء يتم ربطهم على أعمدة قبل أن تتم عملية التفجير النووي في منطقة رقان بصحراء الجزائر. تم بث هذه المقاطع من الأرشيف على القناة الرسمية الجزائرية، وكانت بمثابة زلزال حقيقي في العلاقات الجزائرية الفرنسية. وتزامن بث الحلقة التي تثبت تلك الصورة المروعة مع غياب رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد آنذاك، حيث كان في زيارة رسمية لدولة المكسيك.

الحلقة تسببت في أزمة سياسية، وقام الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران شخصيًا بالاتصال بالرئيس الشاذلي بن جديد وهو في المكسيك للاحتجاج على بث التلفزيون الجزائري لتلك الصور التي تسيء لفرنسا ولإنسانيتها المزعومة.

وطبعًا، أمام حدة الأزمة، كلف الرئيس الشاذلي بن جديد سفيرنا في باريس بكتابة رسالة اعتذار، وكلف بتلك المهمة المرحوم عبد الحميد مهري، ونشرت رسالة الاعتذار عبر وكالة الأنباء الفرنسية في ثلاث برقيات. يقول أحد مقاطعها: “إن مجموعة استغلت غياب الرئيس عن أرض الوطن لبث فيلم وثائقي يسيء لفرنسا”.

أتذكر حينها الرعب الذي أصاب المخرج والصديق الراحل عز الدين مدور وهو يقرأ برقيات وكالة الأنباء الفرنسية التي حصل عليها من أحد أصدقائه. وقد أخافته تلك الفقرة كثيرًا، حيث اعتبرها مقدمة لإمكانية إلقاء القبض عليه وسجنه.

الفيلم الوثائقي للراحل عز الدين مدور طرح قضية شائكة تتنكر لها فرنسا إلى اليوم، بينما كانت الصور التي بثها التلفزيون الجزائري واضحة، حيث أثبتت أن التجارب النووية التي أجرتها فرنسا استُخدم فيها مواطنون جزائريون أحياء. ويمكن للتلفزيون الجزائري أن يعيد بث هذه الحلقات ليعرف الشباب الجزائري أننا لم ننتظر السويسريين لنتطرق إلى أهم قضية في تاريخنا وأعقدها على الإطلاق، وهي التجارب النووية الفرنسية في الجزائر. ما زال الرئيس تبون يطالب فرنسا بتحمل مسؤولياتها في تنقية الأماكن التي أجريت فيها التجارب وتنظيفها من الإشعاعات.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…