‫الرئيسية‬ الأولى لتعزيز السيادة الرقمية ومواجهة التهديدات العالمية.. الجزائر وروسيا توقّعان اتفاقًا تاريخيًا في الأمن السيبراني
الأولى - الوطني - 26 مايو، 2025

لتعزيز السيادة الرقمية ومواجهة التهديدات العالمية.. الجزائر وروسيا توقّعان اتفاقًا تاريخيًا في الأمن السيبراني

لتعزيز السيادة الرقمية ومواجهة التهديدات العالمية.. الجزائر وروسيا توقّعان اتفاقًا تاريخيًا في الأمن السيبراني
وقّعت الجزائر وروسيا اتفاقًا تاريخيًا في مجال الأمن السيبراني يعكس إرادة سياسية مشتركة لبناء شراكة استراتيجية في أحد أكثر المجالات حساسية في العصر الرقمي.

جاء هذا الاتفاق في إطار بروتوكول تعاون تم توقيعه بين الشركة الروسية الرائدة “Positive Technologies” والشركة الجزائرية “EPE PROXYLAN SPA”، التابعة لمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (CERIST)، ليُشكل خطوة غير مسبوقة نحو تعزيز القدرات الوطنية في مجالات أمن المعلومات والفضاء السيبراني، ولبنة أساسية في مسار بناء بيئة رقمية آمنة وذات سيادة.

في ظل تصاعد التهديدات الرقمية التي باتت تستهدف الحكومات والمؤسسات والبنى التحتية الحيوية وحتى الأفراد، لم تعد حماية الفضاء السيبراني ترفًا أو خيارًا، بل أضحت ضرورة أمنية واستراتيجية من الطراز الأول. هذا ما تعيه الجزائر جيدًا، وهو ما يفسر توجهها نحو شراكة مع دولة مثل روسيا، المعروفة بخبرتها التقنية ومكانتها الدولية في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيات الرقمية المتقدمة.

الاتفاق المبرم بين الطرفين لا يقتصر على التصريحات أو النوايا، بل يتضمن خطة عمل فعلية وطموحة تشمل محاور متعددة، من بينها تطوير برامج تدريب متخصصة لتأهيل الكفاءات البشرية في مجال الأمن الرقمي، وإنشاء فرق بحث مشتركة لتطوير حلول تقنية مبتكرة، إلى جانب تبادل الخبرات والمعارف في المجالات المرتبطة بالبنية التحتية الرقمية، والذكاء الاصطناعي، ورقمنة الخدمات الحكومية.

وقد شدد الطرفان على أن هذا التعاون سيكون منصة لتقوية الحضور السيبراني لكلا البلدين على الساحة الدولية، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحوّلات تكنولوجية متسارعة وتحديات متزايدة على مستوى القرصنة والهجمات الإلكترونية والحروب السيبرانية التي أصبحت جزءًا من الصراعات الجيوسياسية المعاصرة.

وأكد أحمد عظيموف، رئيس مجلس الأعمال الجزائري-الروسي، في تصريح له بهذه المناسبة، أن التعاون الرقمي بين الجزائر وروسيا لا يتوقف عند حدود الأمن السيبراني، بل يمتد إلى آفاق أوسع تشمل تطوير المدن الذكية، وإنشاء أنظمة حكومية إلكترونية مؤمنة، وربط الهياكل الإدارية الوطنية بأنظمة متطورة تواكب المعايير الدولية. وأضاف أن التجربة الروسية الغنية في هذه الميادين تُشكل مصدر إلهام وشراكة مربحة للطرفين.

من جهتها، تُعد شركة EPE PROXYLAN SPA أحد أهم الفاعلين في مجال الخدمات الرقمية في الجزائر، وهي تابعة لمؤسسة CERIST التي تُعد مرجعًا وطنيًا في البحث العلمي وتطوير الحلول المعلوماتية. مشاركة هذا الكيان العمومي في الاتفاق تضفي طابعًا رسميًا ومؤسساتيًا على الشراكة، وتضمن استدامتها وارتكازها على أسس علمية وتقنية متينة.

وتتضمن الاتفاقية أيضًا تنظيم ندوات وملتقيات متخصصة تُعنى برفع الوعي حول أهمية الأمن السيبراني، وتعزيز ثقافة الحذر الرقمي في الأوساط المهنية والمؤسساتية، في وقت أضحت فيه الهجمات الإلكترونية وسيلة فعالة للمساس بالاستقرار الاقتصادي والأمني للدول.

من خلال هذا الاتفاق، تؤكد الجزائر عزمها على ترسيخ سيادتها الرقمية، وتعزيز قدراتها في وجه التهديدات السيبرانية المتنامية، في انسجام تام مع رؤيتها الاستراتيجية الهادفة إلى بناء اقتصاد رقمي متطور وآمن. أما روسيا، فترى في هذه الشراكة امتدادًا طبيعيًا لتعاونها التاريخي مع الجزائر، وفرصة لتعميق حضورها التكنولوجي في شمال إفريقيا.

في المحصلة، لا يُعد هذا الاتفاق مجرد بروتوكول فني، بل هو تجسيد عملي لتقارب جيوسياسي بين الجزائر وروسيا، في وقت يشهد فيه العالم إعادة رسم للتحالفات في ضوء التحديات الرقمية الكبرى. اتفاق الأمن السيبراني هو إذن أكثر من تعاون ثنائي، إنه إعلان نوايا مشترك لبناء مستقبل رقمي سيادي، محمي، ومستدام.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…