هل يفشل تطبيق “عدل 3” في تحقيق حلم السكن الجزائري؟

هل يفشل تطبيق "عدل 3" في تحقيق حلم السكن الجزائري؟

تحتل التطبيقات الرقمية مكانة بارزة في حياتنا اليومية، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تفاعلنا مع الخدمات المختلفة. في الجزائر، يعد تطبيق “عدل 3” مثالًا بارزًا على التحديات التي يمكن أن تواجهها بعض التطبيقات الرسمية، والتي من المفترض أنها تهدف إلى تسهيل التسجيل في برنامج البيع بالإيجار لسنة 2024 “عدل 3”. فالأرقام المتاحة على متجر “جوجل بلاي” تكشف عن قصة مختلفة تمامًا، نسردها عليكم.

تشير الأرقام الى غاية كتابة هذه الاسطر إلى أن تطبيق “عدل 3” تم تحميله من طرف أكثر من مليون مستخدم جزائري على متجر جوجل بلاي، وهي إشارة واضحة إلى مدى الحاجة للتطبيق التي صنعت له شعبية مفترضة. ولكن الواقع يختلف كثيرًا عند النظر إلى تقييمات التطبيق، حيث حصل على أكثر من 147 ألف تقييم، بمتوسط 1.4 نجمة من أصل 5 نجوم، مما يجعله من بين التطبيقات ذات التقييم السيئ. ولم يتحصل إلا على 1329 تقييمًا فقط بـ 5 نجوم، بينما كانت الغالبية العظمى من التقييمات بنجمة واحدة، مما يشير إلى وجود مشكلات جدية في التطبيق. وللتذكير، التقييم من 1 إلى 5 نجوم هو دليل يعكس مدى رضى المستعمل عن التطبيق.

واجه العديد من المستخدمين صعوبات في عملية التسجيل والدخول إلى الموقع عبر استعمال التطبيق، مما أعاق استخدامهم للخدمة. كما اشتكى المستخدمون من بطء التطبيق وتكرار حدوث الأخطاء، مما جعل التجربة غير مريحة بل حتى محبطة. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر الكثيرون أن واجهة المستخدم غير سهلة الفهم ومعقدة، مما يصعب عملية الانتقال بين الخيارات المختلفة. وأفاد المستخدمون أيضًا بعدم وجود دعم كافٍ للاستجابة لمشاكلهم، مما زاد من تعقيد الأمور.

تشمل الأسباب الكامنة وراء هذه الأرقام المحبطة، حسب الخبراء الذين اتصلت بهم “المؤشر”، نقص التجريب والتطوير. ويبدو أن التطبيق لم يخضع لاختبارات كافية قبل إطلاقه، مما أدى إلى وجود العديد من الأخطاء التقنية. كما أن تصميم التطبيق لم يضع في اعتباره احتياجات وتوقعات المستخدمين، مما أدى إلى تجربة استخدام سيئة. وربما تكون البنية التحتية التقنية غير مجهزة للتعامل مع العدد الكبير من المستخدمين، مما أدى إلى بطء الأداء وحدوث المشكلات التقنية.

ومع ذلك، فإن هذه التجربة الرقمية السيئة لا تعني أن وكالة عدل مؤسسة فاشلة، بل هو تعثر تحاول إدارة عدل استدراكه، كما بينت التجارب أن وكالة عدل تستفيد دائمًا من أخطائها، وهذا ما يجعلها تبدع وتسرع في مشاريعها. تعثر التطبيق يعتبر سقطة تقنية بسيطة يتم التعامل معها بجدية لتمكين المواطنين من التسجيل للحصول على سكن الأحلام. كما أن وزارة السكن أثبتت في عدة مناسبات قدرتها على تسيير المشاريع الأكثر تعقيدًا.

ونذكر قراء جريدتنا الكرام بأننا اعتمدنا في تحليلنا هذا فقط على متجر “جوجل بلاي” كعينة لقياس مدى نجاعة تطبيق عدل، لأن أكبر نسبة من المستخدمين في الجزائر يستعملون نظام أندرويد. هذا التحليل لا يشمل من حملوا التطبيق من متجر “أبل” أو من حاولوا التسجيل عن طريق الموقع الإلكتروني باستعمال الكمبيوتر.