‫الرئيسية‬ الأولى “هيسبريس” وأحلام “زعبور”
الأولى - مقالات - 16 ديسمبر، 2024

“هيسبريس” وأحلام “زعبور”

"هيسبريس" وأحلام "زعبور"
لا تزال بعض المواقع الإعلامية المغربية المخزنية تتربص الدوائر لتبث السموم والشائعات ورسائل الغدر والخيانة ونكران الجميل لموريتانيا وشعب موريتانيا. ورغم ذلك، تبقى بلاد شنقيط متماسكة وقوية وشامخة، وجبل المحظرة الشامخ لا تهزه رياح “ماخور” «هيسبريس».
يبدو أن «سفيه» القوم الذين لا «رشيد» لهم، لم يفهموا حسن الخلق والكرم ولم يستوعبوا أن الصمت حكمة «القوي» وأن ضعاف الأسد أكثرها زئيرًا وأقواها التي لا تزأر. لقد تجاوزت المسألة حدود اللباقة وحرية التعبير، رغم القمع المادي والمعنوي والنفسي والضغط وضيقة العيش، وهي مواضيع يمكن لـ «هيسبريس» الحديث عنها لأنها تتعلق بالخبز اليومي للفقراء ومتسولي مملكة أمير المؤمنين. تحاول ببغاء المخزن مرارًا وتكرارًا ودون خجل هتك حرمة الجيرة وحسن الجوار. لقد كانت موريتانيا، شعبًا وحكومة، تلتزم بالحكمة والتريث وتغض البصر عن «تفاهات» إعلام «انعم سيدي» وتصريحات “لقطاء” الساسة و”قاذورات” -أكرمكم الله- حبر سلة المهملات. لقد صدق “بتشديد الدال” اللئيم أحلام “زعبور” واعتقد في “نشوة” حشيش أن المحيط بين يديه في حين “يتمرمد” في زقاق العوز وزنقة الفقر على هامش رصيف الحياة. من أخلاقنا أن نلتمس العذر وصفاء النية، لكن ليس إلى درجة “كمجير أم عامر”. لقد أظهرت وسائل الإعلام المغربية، وكعادتها، سوء نية مبيتة تجاه موريتانيا، ولا تدرك هذه المواقع وزوائدها أن لكل قوم سفيهًا. لكن أن يصل السفه إلى درجة السقوط المدوي لـ “هيسبريس” التي فشلت في مهنية وشرف مهنة المتاعب، لتسقط في قاع صفصف من الكذب والزور والبهتان وزرع الفتن، تلك مسألة تستحق الرد والمسائلة. لقد أثار رسم كاريكاتوري ضجة في الوسط الإعلامي والنخبوي الموريتاني، وكانت الردود متفاوتة من حيث الشدة والنوعية وأسلحة القصف. لست هنا بصدد حصر أو سرد الاستشهادات والاقتباسات، ولكن أود فقط إعطاء تحليل منطقي ومحايد حول المواقف المغربية المعادية للوحدة “الترابية” الموريتانية وحتى الأفريقية. المغرب من الناحية الدولية والدبلوماسية والقانونية في موقف لا يحسد عليه، خاصة بعد قرار محكمة العدل الأوروبية حول عدم شرعية استغلال الثروات الطبيعية الصحراوية وإلغاء كل الاتفاقيات الأوروبية المتعلقة بهذا الموضوع. قرار استثناء ملاعب المدن الصحراوية من مباريات كأس الأمم الأفريقية 2025. تراجع أداء المركز الثقافي المغربي والسفارة المغربية في نواكشوط حيث فشلت سياسة “الاحتواء” والأقلام المأجورة التي تكتب بمداد الأمعاء. تصاعد وتيرة الصوت الصحراوي في المناطق المحتلة الرافض للاحتلال المغربي، مع وفود حقوقية أوروبية تزور الصحراويين مما ولد ردة فعل أمنية عنيفة ضد الصحراويين وزوارهم. فشل سياسة «العائدين» التي كلفت الخزينة المغربية مبالغ فلكية دون عائد على أرض الواقع، مما اضطر السلطات المغربية إلى إعادة النظر والتضييق على الصحراويين بشتى الطرق والوسائل. تخصيص مبلغ 5 مليارات دولار لكأس العالم المشترك بين المغرب وأسبانيا والبرتغال، بينما خصصت كل من أسبانيا المبالغ التالية على التوالي 1.4 مليار دولار و500 مليون دولار. في حين يعاني 645 ألف مغربي عاطل من ظروف معيشة غاية في الصعوبة. وسكان الحوز الناجون من الزلزال مازالوا ينتظرون بناء منازلهم منذ شهر سبتمبر من السنة الماضية. وآلاف الشباب يحاولون نهارًا جهارًا الهروب والهجرة إلى إسبانيا الدولة التي سينظم معها المونديال. وزير خارجية المغرب السيد بوريطة “يطلص عيطة” عالمية من أجل وقف إطلاق النار والهجمات اليومية التي يشنها مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي على طول الجدار العازل ومواقع وقواعد الجيش الملكي. خلاصة القول، لا يوجد دخان بدون نار، وبالتالي التطاول المغربي على موريتانيا عبر أذرع مخزنية متطفلة على الإعلام يأتي دائمًا من أجل “التنفيس” والصراخ فقط لا غير. نواكشوط احتضنت مؤتمرًا قاريًا رفيعًا حضره ما يزيد عن 30 دولة ومنظمات دولية وأفريقية، منهم ثلاثة رؤساء بينهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وما أدراك ما وزن الجزائر أفريقيًا ودوليًا. بالإضافة إلى رئيس رواندا ورئيس السنغال “الحليف” والقاعدة الخلفية للرباط. من ناحية أخرى، هناك تطور كبير في التبادل التجاري والثقافي بين موريتانيا والجزائر، خاصة بعد فتح المعبر البري تندوف-نواكشوط. بالإضافة إلى مشاركة وفد وزاري جزائري في مهرجان المدن القديمة في المدينة العريقة شنقيطي، حيث افتتح فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني المهرجان بحضور شعبي ورسمي ودبلوماسي لافت للانتباه. لا شك أننا نكن كل تقدير واحترام للأخوة المغاربة. لقد فتحنا بيوتنا لهم وذاقوا “ملحنا”. هم “المغاربة” ضيوف كرام ولهم كامل الحقوق في التنقل والحركة والعمل والتجارة، لكن عليهم كبح جماح سفهائهم وعدم تركهم ينشرون “غسيلهم” على حبال الجيران.    

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق