«وكتبت بعطرها»… ديوان يمزج بين الكلمة والعطر في تجربة شعرية حسّية فريدة
تدخل الكاتبة الجزائرية أميمة حمزاوي المشهد الأدبي من أوسع أبوابه عبر إصدارها الشعري الأول «وكتبت بعطرها»، الذي يقدّم تجربة مغايرة في البناء والمضمون، إذ يمزج بين الشعر والحسّ، وبين الذاكرة والرائحة، في محاولة لإعادة تعريف العلاقة بين الكلمة والإحساس.
لا يأتي الكتاب، في شكل ديوان تقليدي، بل يبدو أقرب إلى مفكرة وجدانية تعبّر عن رحلة ذاتية تُكتب بالعطر كما تُكتب بالحبر. تنسج الكاتبة نصوصها في مقاطع قصيرة مكثفة، تتقاطع فيها موضوعات الشوق والفقد والحنين والتأمل في الذات، بينما تطغى على القصائد نزعة وجدانية تمنح القارئ تجربة حسية تجمع بين الفكر والعاطفة.
وتعكس العبارة التي اختيرت لغلاف الديوان – «كل كلمة عطر، وكل عطر حكاية» – جوهر الرؤية الفنية للعمل، حيث تُقدَّم اللغة كامتداد للرائحة، وتُوظَّف القصيدة بوصفها وسيلة لاستحضار الذاكرة العاطفية. من خلال هذا المزج بين العطر والكتابة، تحاول حمزاوي بناء تجربة شعرية تُشمّ كما تُقرأ وتُعاش كما تُكتب، في مسعى لجعل الشعر فعلًا حسّيًا شاملًا.
يطرح الديوان فكرة أن الجمال قد يكون طريقًا للشفاء، وأن الكلمة ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل طاقة قادرة على إعادة التوازن بين الروح والجسد. فالعطر هنا رمز للذاكرة، بينما تُقدَّم الكتابة كمساحة للبوح وإعادة الترميم، في تداخلٍ يعكس رؤية فنية ناضجة تجمع بين الفنون الحسية والكتابة الأدبية.
أميمة حمزاوي من مواليد 9 جوان 1990 بمدينة قسنطينة، وهي أستاذة لغة إنجليزية وصانعة عطور ومدرّبة في مجالات التطوير الذاتي وصناعة المعطرات الطبيعية. تخرّجت في قسم الأدب الإنجليزي وبدأت الكتابة منذ سن مبكرة، متأثرة بعالم الروائح والذكريات.
ويمثل «وكتبت بعطرها» أول إصداراتها الأدبية، ويعكس رغبتها في بناء هوية فنية تجمع بين الشعر والفن الحسي، وبين الكلمة والعطر، ضمن رؤية تُبرز الإبداع الأنثوي بوصفه مساحة للتعبير والشفاء والبحث عن التوازن الداخلي.
من خلال هذا الديوان، تضع حمزاوي تجربتها ضمن سياق أدبي معاصر يربط النص بالحواس، مؤكدة أن الشعر ما يزال قادرًا على استعادة عمقه الإنساني حين يُكتب بصدق ويُلامس الجمال بوصفه لغة جامعة بين الروح والعقل.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
طفل داخلي يوجّه سلوكنا… كتاب يكشف الحقيقة
صدر كتاب “هل ما نزال أطفالاً؟ رؤية جديدة للطفل الداخلي وجروح الطفولة” للدكتورة…






