‫الرئيسية‬ الأولى انفجار غضب بعد الفوز: ماذا حدث لبغداد بونجاح عقب مباراة السودان؟
الأولى - رياضة - ‫‫‫‏‫5 ساعات مضت‬

انفجار غضب بعد الفوز: ماذا حدث لبغداد بونجاح عقب مباراة السودان؟

انفجار غضب بعد الفوز: ماذا حدث لبغداد بونجاح عقب مباراة السودان؟
رغم البداية الموفقة للمنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا 2025 والفوز العريض على السودان بثلاثة أهداف دون رد، إلا أن صافرة النهاية لم تكن إيذانًا بفرحة جماعية كاملة داخل المعسكر الجزائري. فقد خطف تصرّف بغداد بونجاح الأضواء، ليس بهدف أو لقطة فنية، بل بردّة فعل غاضبة وغير معتادة أثارت كثيرًا من الجدل والتساؤلات في الأوساط الإعلامية والجماهيرية.

في الوقت الذي كان فيه اللاعبون وأفراد الطاقم الفني يحتفلون بنجاح الدخول في المنافسة القارية، غادر بونجاح أرضية الميدان مسرعًا وبملامح توتر واضحة، دون مصافحة زملائه أو التفاعل مع الجماهير. مشهد التقطته عدسات الكاميرات وانتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليُظهر مهاجم الخبرة في حالة انفعال شديد، رغم الفوز المقنع والأداء الجماعي المتوازن للمنتخب.

محاولات بعض قادة المنتخب، على غرار رياض محرز وإسماعيل بن ناصر، لاحتواء الموقف وتهدئة بونجاح باءت بالفشل، ما زاد من حدة التأويلات. وبين من اعتبر التصرف مؤشرًا على وجود “مشكلة داخلية” ومن حاول تضخيم الحادثة خارج سياقها، برزت قراءات أكثر واقعية ربطت ما حدث بعوامل نفسية ورياضية بحتة.

حسب معطيات متطابقة من محيط المنتخب، فإن غضب بونجاح لا يرتبط بخلاف عميق داخل المجموعة، ولا بسوء تفاهم هيكلي، بل يعود أساسًا إلى إحباط شخصي. المهاجم الجزائري، المعروف بطبيعته التنافسية العالية، لم يتمكن من التسجيل رغم مشاركته طيلة أطوار اللقاء، وهو ما شكّل عبئًا ذهنيًا عليه، خاصة في مباراة افتتاحية يُنتظر فيها من لاعبي الخبرة ترك بصمتهم.

ذروة التوتر جاءت في الدقائق الأخيرة من المباراة، خلال لقطة هجومية قادها الشاب عادل بولبينة، الذي اختار الحل الفردي وسدد الكرة بدل تمريرها إلى بونجاح، الذي كان في وضعية أفضل للتسجيل. إضاعة الفرصة فجّرت غضب المهاجم، الذي عبّر بوضوح عن عدم رضاه عن القرار، في مشهد التقطته الكاميرات ولم يمر مرور الكرام.

من الناحية الفنية، لا يمكن إنكار أن بونجاح كان حاضرًا في المنظومة الهجومية، وقدم مجهودًا معتبرًا، بل وكان وراء الهدف الثالث الذي وقّعه إبراهيم مازا، ما يؤكد أن مساهمته لم تكن سلبية. غير أن مهاجمًا بحجمه وخبرته غالبًا ما يقيس أداءه بعدد الأهداف، لا فقط بالمجهود أو التحركات، وهو ما يفسر جانبًا من ردّة فعله.

في المقابل، فإن تضخيم الحادثة وربطها بوجود “شرخ” داخل المنتخب يفتقر إلى الدقة. مثل هذه الانفعالات تحدث في أعلى المستويات، خاصة في البطولات الكبرى، حيث يرتفع منسوب الضغط والتركيز، وتتصادم الطموحات الفردية أحيانًا مع القرارات اللحظية داخل الملعب. الفيصل الحقيقي يبقى في قدرة الطاقم الفني على احتواء الموقف وإعادة توجيه الطاقة السلبية نحو ما يخدم المجموعة.

إن ما صدر عن بغداد بونجاح، وإن كان قابلًا للنقد من حيث الشكل والتوقيت، لا يرقى إلى مستوى الأزمة. المنتخب الجزائري خرج فائزًا، منسجمًا، وبمؤشرات إيجابية على الصعيد الجماعي. التحدي الحقيقي سيكون في الحفاظ على هذا التوازن، وضمان أن تبقى الطموحات الفردية، مهما كانت مشروعة، منضبطة ضمن هدف واحد: الذهاب بعيدًا في كأس إفريقيا.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

قرارات مجلس الوزراء ترسم ملامح مرحلة اجتماعية وإدارية ورقمية جديدة

عقد مجلس الوزراء اجتماعه برئاسة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع …