من فضلكم.. فكروا خارج الصندوق
منذ أكثر من عشر سنوات، اتخذت الجزائر قرارًا بقطع الإنترنت خلال فترة امتحانات الباكالوريا لتفادي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تسريب المواضيع والأجوبة أو في الغش المبتكر. ومع مرور الوقت، بات 44 مليون جزائري يجتازون امتحان الباكالوريا رغماً عنهم، مثل كل الطلبة المعنيين بهذا الامتحان المصيري.
وعلى عكس الجزائر، تعتمد بلجيكا مثلا على نظام المراقبة المستمرة للدراسة دون تحديد مصير التلميذ بامتحان واحد قد يسقط فيه رغم تفوقه الأكاديمي. الجزائر ما زالت تواصل السير على طريق الباكالوريا كمدخل إلى الجامعة والمعاهد العليا.
إذا كان قرار قطع الإنترنت قد اتخذ على عجالة منذ حوالي عشر سنوات، فإن الإبقاء عليه وعدم التفكير في حلول بديلة يجبران الجزائريين على تحمل معاناة الامتحان مثل أبنائهم. ومن المؤكد أن عشر سنوات من المعاناة تكفي.
أسبوع من المعاناة هو الواقع الذي يعيشه المواطن الجزائري خلال قطع الإنترنت، حيث يواجه صعوبات في سحب الأموال من البنوك، ويعاني الإداريون في التواصل مع مراكز البيانات، وتتأثر الوزارات في الاتصال الخارجي، وتتضرر الحكومة في أداء عملها الذي يتطلب الإنترنت. هذا بالإضافة إلى فصل الولايات عن بعضها وعن المركز، مما يتسبب في أضرار اقتصادية واجتماعية لا حصر لها. الإنترنت هو وسيلة حديثة للعمل والتواصل وشبكة حيوية للاقتصاد، ولا يمكن تجاهل التذمر الشعبي من هذه العملية. كما يستغل بعض الأفراد هذا الوضع لتضخيمه، تطبيقاً لأوامر جهات معينة.
أحد الشباب الجزائريين الذين يعملون في لندن، جاء إلى الجزائر للاحتفال بعيد الأضحى مع عائلته بشرط الاستمرار في العمل عن بعد. لكنه فوجئ بقطع الإنترنت خلال فترة الباكالوريا، ما يهدد بفقدان وظيفته أو على الأقل يضعه في موقف صعب أمام شركته.
طرح هذه المشاكل المتعلقة بقطع الإنترنت ليس انتقاداً بقدر ما هو دعوة للبحث عن حلول بديلة. الجميع يعلم حجم الضرر، ولذلك يجب البدء في التفكير خارج الصندوق. لنبدأ بتشكيل لجنة تفكير تبحث عن حلول عملية تبقي الإنترنت متاحاً أثناء فترة الباكالوريا، ونجتهد لإيجاد حل قبل الباكالوريا القادم.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي | مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…