‫الرئيسية‬ في الواجهة اقتصاد مال واعمال التخلي عن الدولار.. دمار لا مثيل له لأمريكا
مال واعمال - 15 يونيو، 2024

التخلي عن الدولار.. دمار لا مثيل له لأمريكا

التخلي عن الدولار.. دمار لا مثيل له لأمريكا
في 9 يونيو (جوان)، انتهت الاتفاقية الأمريكية السعودية التي كانت تنص على بيع النفط بالدولار فقط، والتي أطلقت مصطلح “البترودولار” لبلدان الخليج المنتجة للنفط. هذه الاتفاقية لم تُجدد ولم تُستبدل، بل بدأت السعودية ببيع النفط للصين بالعملة الوطنية، اليوان الصيني.

هذا الحدث مر مرور الكرام ولم يحظ بتغطية إعلامية كبيرة كما كان يجب. بعد أسبوع فقط من هذا التاريخ، قررت روسيا أيضًا منع تداول الدولار واليورو في البورصة الروسية، بينما تقوم الصين منذ سنوات بالتخلص تدريجيًا من سندات الخزينة الأمريكية وتكديس الذهب في خزائنها. كذلك، بدأت مجموعة البريكس تفكر في نظام تعامل بيني باستخدام العملات الوطنية في انتظار التفاهم لاحقًا على عملة جديدة موحدة، وأسسوا بنكًا لتعويض صندوق النقد الدولي بقوانين أكثر إنسانية وآليات سهلة لمنح القروض.

أسباب التخلي عن الدولار

هناك عدة أسباب دفعت العديد من البلدان حول العالم إلى رفع شعار التخلي عن العملة الأمريكية الدولار بعد هيمنتها على العالم منذ اتفاقية بريتون وودز في نهاية الحرب العالمية الثانية:

العقوبات الاقتصادية الأمريكية: تستخدم الولايات المتحدة عملتها كأداة لمعاقبة البلدان التي تعارض سياساتها أو لا تتفق معها. فرض العقوبات الاقتصادية باستخدام الدولار يتعارض مع المبادئ الاقتصادية الرأسمالية، وحتى وزيرة الخزانة الأمريكية نفسها صرحت في الصين أن العقوبات الأمريكية أضرت بالدولار وبسمعته كأداة في التجارة العالمية.

التحكم الأمريكي في نسب الفائدة: تتحكم الولايات المتحدة في تحديد نسب الفائدة وفقًا لمصالحها الداخلية دون مراعاة مصالح الدول الأخرى التي تتعامل بالدولار. رفع نسب الفائدة يترتب عليه مضاعفات خطيرة على اقتصادات الدول الأخرى، مما يزيد من الديون المترتبة على هذه الدول ويجعلها عاجزة عن سدادها، وقد يصل الأمر إلى حافة الإفلاس.

التجسس على المبادلات التجارية: يعطي استخدام الدولار الولايات المتحدة قدرة على التجسس على المعاملات التجارية بين الدول، حيث يمكنها معرفة تفاصيل التجارة بين الصين وروسيا، على سبيل المثال. باستخدام العملات الوطنية في مجموعة البريكس، تفوت هذه الدول الفرصة على الولايات المتحدة لمعرفة أسرار تبادلاتها التجارية.

التجاوز عن نظام السويفت: العقوبات المفروضة على روسيا، بما في ذلك إقصاؤها من نظام السويفت، أثبتت للعالم أن تجاوز الهيمنة المالية الغربية ممكن. تحولت روسيا في ظل العقوبات إلى خامس اقتصاد عالمي ورابع اقتصاد من حيث مستوى المعيشة، متفوقة على اليابان وألمانيا، مما يثبت أن التحرر من الهيمنة المالية الغربية لا يضر بالاقتصاد، بل يحرره.

الوضع الدولي المتغير

إن انهيار الدولار واليورو مسألة وقت فقط، حيث يساعد الوضع الدولي الحالي العديد من الدول على التخلص من نظام المعاملات التقليدي المعتمد على العملة الأمريكية فقط. التحركات الأخيرة للسعودية وروسيا والصين ومجموعة البريكس تشير إلى اتجاه عالمي نحو تقليل الاعتماد على الدولار والبحث عن بدائل جديدة تعزز من استقلالية الاقتصادات الوطنية.

التخلي عن الدولار كعملة رئيسية في التعاملات الدولية يحمل في طياته تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. القرارات الأخيرة من السعودية وروسيا والصين تعكس رغبة متزايدة في التحرر من هيمنة الدولار، مما قد يؤدي إلى تغيرات جذرية في النظام المالي العالمي.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…