لعديلة بن ديمراد وداميان أنوري.. “الملكة الأخيرة” لا يتهم “عروج” بقتل “سليم التومي”
ما زال فيلم “الملكة الأخيرة” يثير جدلاً كلما تم عرضه. في الجزائر، وصلت الانتقادات إلى حد منع عرضه في صالات السينما لعدة أشهر قبل أن يسمح للجمهور بمشاهدته في عدة قاعات بالعاصمة وقسنطينة.
يسعى عدد كبير من المدافعين عن شخصية “عروج” إلى البحث عن أدلة تنفي مصداقية الفيلم من الناحية التاريخية وتبرئ عروج من قتل حاكم الجزائر العاصمة في عام 1516م، بهدف الاستيلاء على إمارة الجزائر ومحاولة إجبار أرملته على الزواج منه.
الفيلم لا يدين “عروج”
رغم الاحتجاجات المستمرة على الفيلم في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الفيلم لا يشير بشكل صريح إلى أن عروج هو القاتل، بل يترك خيوط الجريمة غامضة ويمنح عروج الفرصة للدفاع عن نفسه والبحث عن قتلة آخرين ليقدمهم قربانًا للشعب الغاضب. كما أن فريق الفيلم أشار في النهاية إلى أن شخصية زفيرة محل خلاف بين المؤرخين، حيث أن خير الدين بربروس لم يذكر تفاصيل عن ما حدث لأخيه عروج في الجزائر، مما يثير الشكوك حول حقيقة الأحداث.
زوجة مدللة تتحول إلى ملكة متمردة
في بداية الفيلم، تبدو العلاقة بين سليم التومي وزوجته زفيرة مضطربة، حيث تصور زفيرة كإمرأة تعشق الحياة والملذات حتى في أوقات الحرب، وتطالب بحقوقها كزوجة بينما يستعد زوجها للسفر إلى إسبانيا للتفاوض مع الملك فرديناند. في المقابل، تظهر “شقة”، الزوجة الأولى، كامرأة حكيمة تدعم زوجها في كل الأحوال وتفكر في أمن المدينة وكرامته كملك.
التحول الدراماتيكي لشخصية زفيرة
يفاجئنا مخرج الفيلم بالتغيير الكبير الذي يطرأ على شخصية زفيرة، حيث تتحول من امرأة تعيش لتحقيق مسراتها اليومية إلى امرأة شجاعة ومتمردة بعد مقتل زوجها في حمامه. تتحدى زفيرة عائلتها وعروج، الذي طلبها للزواج أمام أعيان المدينة، وتسعى لتثبيت ابنها على عرش الإمارة والتفكير في طريقة لقتل عروج.
القاتل يظل مجهولا
قتل سليم فجراً في حمامه بعد أن طلب من عروج مغادرة المدينة. لم يعرف أحد من قتل الملك، وتباينت الشكوك حول وجود خائن بين رجال القصر أو قيام عروج بذلك. الفيلم لم يحسم في الموضوع، بل عمد عروج إلى اتهام بعض من رجال الملك المغدور به وإعدامهم في الساحة العامة.
نهاية مأساوية
تحاول زفيرة الهروب بابنها من عائلتها وعروج، لكن المحاولة تنتهي بمقتل الأمير يحيى. تضطر زفيرة للاستسلام لعرض عروج للزواج وتخفي خنجراً تحت الوسادة، لكنها تنتحر به بعد أن تعجز عن قتل عروج، لينتهي حلمه بنيل رضا الشعب.
فيلم بمقاييس عالمية
تم تصوير فيلم “الملكة الأخيرة” باحترافية عالية، مع ديكور وملابس تعكس تفاصيل الأصالة الجزائرية بشقيها العربي والبربري. استخدمت في الفيلم اللغتين العربية والأمازيغية، بالإضافة إلى التركية والإسكندنافية. لكن الفيلم قصر في تصوير بعض الأحداث الحقيقية التي أدت إلى ضعف ثقة الأهالي في عروج، مثل فشله في تحرير صخرة البنيون.
ترشيح لجائزة السيزار مؤخرًا، رشّحت أكاديمية السيزار (أكاديمية الفنون والتقنيات السينمائية) بفرنسا، الفيلم الجزائري “الملكة الأخيرة” للمخرجين عديلة بن ديمراد وداميان أونوري، لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي ضمن الجوائز التي تمنحها عام 2024.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
“يسطرون” المصرية تصدر عملاً قصصيًا جزائريًا للكاتب زين الدين مرزوقي
أعلنت دار النشر المصرية “يسطرون للنشر” عن إصدار مجموعة قصصية جزائرية في فن الق…