سنوات “عمي” تبون (6).. الرئيس يعيد الاعتبار لـ”طيابات الحمام”
بعد 20 سنة من التهميش الرسمي والمهين للصحفيين الجزائريين والذين وُصفوا “بطيابات الحمام” في وقت سابق، ولم يُدلي لهم الرئيس بأي تصريح لمدة 20 سنة، وكان يُفضل الإعلام الدولي كما كان لا يُقيم أي اعتبار للبرلمان والمؤسسات الوطنية بل يتآمر ضدها، يُعيد الرئيس تبون الأمور إلى نصابها وبدأت خرجاته الإعلامية موجهة للإعلام الوطني أولاً وأسس للقاء دوري مع الإعلام الجزائري.
رغم كل الانتقادات الموجهة للقاء، تُعتبر هذه الحصة الدورية من المبادرات الناجحة التي ينتظرها المواطن الجزائري بفارغ الصبر. لقد فتحت هذه اللقاءات مجالاً لتواصل الرئيس مع الشعب الجزائري عبر الإعلام الوطني. يفضل “عمي” تبون دائماً استخدام الإعلام الجزائري في جميع خرجاته الإعلامية، ولا يلجأ إلى وسائل الإعلام الأجنبية إلا في حالات الضرورة القصوى لتوجيه رسالة محددة للخارج أو لتلبية طلب وسيلة إعلامية أجنبية.
“عمي” تبون، صديق الإعلاميين، يعيد الاحترام للسلطة الرابعة بعد سنوات من الجفاء، كما يعيد أيضاً الاحترام للبرلمان وللمؤسسات الوطنية الأخرى. وآخرها نقابة العمال التي شرفها بلقاء وخطاب وطني بمقر تواجدها بدار الشعب، ناقش فيه وطرح نظرته لإعادة التوازن الاجتماعي للمجتمع الجزائري الذي كاد أن ينهار بعد 20 سنة من سياسة مغامرة أضرت به وعمقت الهوة بين الطبقات الاجتماعية وأبعدت الجزائري عن قضايا شعبه وأصبح يلهث فقط وراء قوته اليومي فيما يتمتع القليل بمزايا فاقت الخيال.
“عمي” تبون حقاً صديق الصحفيين، فهو لا يفوت مناسبة إلا والتقى بأكبر عدد ممكن من الإعلاميين وحاورهم بكل صراحة واستمع أيضاً إلى انشغالاتهم وقدم لهم النصائح من أجل أن ينظموا أنفسهم في تجمعات ونقابات يدافعون عبرها عن مهنتهم ومصالحهم. الإعلام الجزائري عرف في فترة “عمي” تبون انفراجاً، كما قام الرئيس ببعث مشروع مدينة جديدة للإعلام “دزاير ميديا سيتي” تليق بتضحيات الإعلام الجزائري الذي دفع ثمناً باهظاً من شهداء المهنة في فترة الإرهاب والكثير منهم هُجروا للخارج تحت التهديد بالقتل وهم أيضاً ضحايا العشرية السوداء.
في سنوات حكم “عمي” تبون، عاد الرئيس ليخاطب شعبه عبر الإعلام الوطني، حيث أصبحت اللقاءات الدورية المتلفزة نقطة فاصلة وبارزة في خطته الإعلامية للتواصل مع الشعب الجزائري. هذه اللقاءات لا تقتصر على الجمهور المحلي فقط، بل يتابعها أيضاً الأجانب، ومن بينهم ملايين من مواطني المغرب. وفقاً للمعلومات الأمريكية، إحدى الحصص تابعها أكثر من 11 مليون مغربي، الذين وجدوا في الرئيس تبون بديلاً عن ملكهم الذي نادراً ما يخاطبهم بخطب لا تتعلق بواقعهم اليومي. هذه المقارنة فرضت نفسها كظاهرة أثارت دهشة الكثيرين وحيرتهم.
ومهما كانت النقائص والانتقادات التي يمكن أن نوجهها للحصة المتلفزة الدورية، من أجل تحسينها خاصة شكلاً لأنها تهم الجزائر وصورتها داخلياً وخارجياً، إلا أنها أصبحت أبرز حدث إعلامي على الإطلاق في فترة الرئيس تبون، أعادت الاعتبار والثقة للإعلام الجزائري وحسنت من صورته إلى درجة كبيرة جداً.
وكصحفي جزائري، أقول شكراً “عمي” تبون.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…