‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي الافتتاحية الرؤية الطموحة والتنفيذ المتعثر
الافتتاحية - 6 يوليو، 2024

الرؤية الطموحة والتنفيذ المتعثر

الرؤية الطموحة والتنفيذ المتعثر
تمثل الإرادة السياسية القوية للرئيس عبد المجيد تبون حجر الأساس في مسيرة الجزائر نحو النهوض في شتى المجالات. منذ توليه الرئاسة، وضع الرئيس تبون رؤية واضحة ومتماسكة تستهدف تحقيق التقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للبلاد. ركزت سياساته على تعزيز الاستثمارات، تحسين البنية التحتية، تطوير التعليم، وتحديث القطاع الصحي، إضافة إلى مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد.

إحدى السمات البارزة في نهج الرئيس تبون هي إصراره على وضع الجزائر على مسار التنمية المستدامة. فقد أطلق برامج إصلاحية شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد الجزائري وتقليل الاعتماد على عائدات النفط والغاز. تأتي هذه الخطوات في إطار سعيه لتعزيز القطاعات غير النفطية مثل الزراعة، السياحة، والتكنولوجيا، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الدخل القومي.

علاوة على ذلك، أبدى الرئيس تبون التزامًا قويًا بتحسين البنية التحتية في البلاد. تتضمن خططه الطموحة تطوير شبكات النقل، تحسين مرافق الطاقة والمياه، وتوسيع شبكات الاتصالات. هذه المشاريع ليست فقط ضرورية لتحسين جودة الحياة للمواطنين، بل أيضًا لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التنافسية الاقتصادية للجزائر على الصعيد الدولي.

ورغم هذه الرؤية الطموحة، تواجه الجزائر تحديات كبيرة في التنفيذ. يعود جزء كبير من هذه التحديات إلى ضعف الكفاءات الإدارية والتقنية في العديد من القطاعات. تعاني الإدارة الجزائرية من التعقيد والبيروقراطية التي تجعل التعامل معها يدخل المواطنين في متاهات وإجراءات معقدة تؤدي إلى تباطؤ تنفيذ المشاريع وتأخير الإنجازات. كما أن هناك نقصًا في الكفاءات المؤهلة القادرة على إدارة وتنفيذ البرامج التنموية بشكل فعال.

من جهة أخرى، يتطلب تحسين الكفاءات استثمارات كبيرة في مجال التعليم والتكوين المهني. يحتاج النظام التعليمي في الجزائر إلى إصلاحات جذرية تهدف إلى تحديث المناهج، تحسين جودة التعليم، وربط التعليم بمتطلبات سوق العمل. كما أن تعزيز التكوين المهني والتقني يعتبر أيضًا من الضرورات الملحة لضمان توفير القوى العاملة الماهرة القادرة على تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية.

وفي هذا السياق، يمكن القول إن الإرادة السياسية القوية للرئيس تبون تشكل عنصرًا حاسمًا في مسار الجزائر نحو التقدم. إلا أن النجاح في تجسيد هذه الرؤية يعتمد بشكل كبير على قدرة الحكومة في معالجة نقص الكفاءة وتعزيز القدرات الإدارية والتقنية. يتطلب الأمر تعاونًا وثيقًا بين القطاعين العام والخاص، واستثمارات مستدامة في التعليم والبنية التحتية.

بإمكان الجزائر، من خلال توجيه الإرادة السياسية نحو تنفيذ إصلاحات فعالة ومعالجة العقبات القائمة، أن تحقق تقدمًا ملموسًا في شتى المجالات. سيظل التحدي الأكبر هو تحويل الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس، مما يستدعي الالتزام المستمر والعمل الجاد من جميع الجهات المعنية لتحقيق النهضة المنشودة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر

يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …