يُنظر إليها في أوروبا كتهديد محتمَل لمصالح شركاتها الكبرى.. “المرجان”.. الشوكولاتة التي كشفت المستور

بدأت قصة شوكولاتة “المرجان” كحملة إعلانية بسيطة، لكنها سرعان ما كشفت عن حقائق أعمق تتعلق بعلاقة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي. ففي البداية، نجح المنتج في دخول الأسواق الأوروبية، قبل أن تصدر المفوضية الأوروبية قرارًا مفاجئًا بحظر “المرجان” بدعوى عدم الالتزام بالمعايير الصحية. هذا القرار أثار جدلًا كبيرًا في الجزائر، إذ اعتبره الكثيرون إشارة واضحة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعامل الجزائر كبلد مستهلك، غير مرحب به كمصدر.
رغم أن الجزائر تعتمد في إنتاج هذه الشوكولاتة على حليب مستورد من فرنسا، إلا أن المشكلة الأساسية التي بررت الحظر تتعلق بغياب منشأة جزائرية معتمدة من بروكسل لتصدير منتجات الألبان. ولكن السؤال المطروح هنا: لماذا تم السماح لـ “المرجان” بالتواجد في السوق الأوروبية لمدة عام كامل، قبل أن يتم إيقافه بشكل مفاجئ؟ الجدل الذي تلا هذا القرار على وسائل التواصل الاجتماعي فتح باب التكهنات، حيث زعم البعض أن النجاح السريع الذي حققته الشوكولاتة الجزائرية قد أثار مخاوف الشركات الأوروبية الكبرى، مثل شركة “فيريرو” المصنعة لنوتيلا.
أوروبا تغلق أبوابها.. والولايات المتحدة تفتحها
في وقت أعلنت فيه المفوضية الأوروبية حظر “المرجان” في 17 سبتمبر، كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تفتح أسواق أمريكا الشمالية للمنتج الجزائري، مما أدى إلى زيادة شهرته وانتشاره في كندا ودول أخرى. هذا التناقض في المواقف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سلط الضوء على التباين في تعامل الدول الغربية مع الجزائر كدولة مُصدّرة، حيث يُنظر إليها في أوروبا كتهديد محتمَل لمصالح شركاتها الكبرى.
على الجانب الآخر، فتحت أسواق أخرى مثل العراق وقطر وليبيا أبوابها أمام “المرجان”، مما عزز من مكانته كشوكولاتة تمثل الهوية الجزائرية وتعبر عن إمكانيات البلد في التصدير. وفي هذا السياق، تجدد النقاش التقليدي بين الجزائر والمغرب، حيث اتهم البعض الجزائر بسرقة وصفة شوكولاتة “ماجان” المغربية، بينما احتفى آخرون بقرار الاتحاد الأوروبي كدليل على ضعف المنتج الجزائري.
شوكولاتة أم رمز للتحول الاقتصادي؟
أصبحت “المرجان” أكثر من مجرد شوكولاتة؛ تحولت إلى رمز للصراع التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الذي تستمر فيه الجزائر في محاولة فرض نفسها كقوة مُصدّرة، يبدو أن الاتحاد الأوروبي يفضل إبقاء العلاقة في إطار الاستهلاك فقط، دون قبول الجزائر كلاعب رئيسي في السوق العالمية.
الحملة التسويقية الناجحة لـ”المرجان”، التي انطلقت عبر مقاطع الفيديو على “تيك توك” وشهدت انتشارًا واسعًا، ساعدت المنتج في تجاوز الهيمنة التي كانت تحظى بها “نوتيلا” لعقود في الأسواق، حتى في فرنسا. إلا أن الحظر الأوروبي لم يكن مجرد إجراء تنظيمي بقدر ما كان إشارة إلى أن الجزائر، رغم إمكانياتها، ما زالت تواجه عوائق سياسية واقتصادية في تحقيق طموحاتها على الساحة الدولية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…