‫الرئيسية‬ الأولى القصة الحقيقية لمفجّر ثورة المهاجرين الجزائريين في باريس: حقائق تُنشر لأول مرة.. كيف صنع العقيد عمر بوداود أحداث 17 أكتوبر؟
الأولى - الوطني - 23 أكتوبر، 2024

القصة الحقيقية لمفجّر ثورة المهاجرين الجزائريين في باريس: حقائق تُنشر لأول مرة.. كيف صنع العقيد عمر بوداود أحداث 17 أكتوبر؟

القصة الحقيقية لمفجّر ثورة المهاجرين الجزائريين في باريس: حقائق تُنشر لأول مرة.. كيف صنع العقيد عمر بوداود أحداث 17 أكتوبر؟
تحتفل الجزائر سنويًا بذكرى أحداث 17 أكتوبر التي ارتكبت فيها السلطات الاستعمارية مجزرة ضد المهاجرين الجزائريين الذين خرجوا للتظاهر ضد حظر التجوال الذي فرضه موريس بابون على الجزائريين، وخاصة في منطقة نونتير بضاحية باريس التي كان يقطنها عدد كبير من المهاجرين والعمال الجزائريين.

موريس بابون، الذي كان مسؤولًا سابقًا عن مدينة قسنطينة، ارتكب هناك مجازر ضخمة ضد الوطنيين ومناضلي جبهة التحرير الوطني. بفضل معرفته الدقيقة لأساليب عمل الجبهة في التجنيد والدعم وجمع الأموال، نقلته السلطات الاستعمارية إلى باريس لمواصلة قمعه للنضال الجزائري هناك. وتفنن بابون في قمع نشاط الجبهة الوطنية في المهجر، مستغلًا خبرته السابقة.

درس بابون نشاط جبهة التحرير الوطني في المهجر واكتشف أن الجبهة كانت تنشط ليلاً لتجنب اكتشاف أمرها من قبل الشرطة الفرنسية. وبناءً على ذلك، فرض هذا العنصري الشهير بجرائمه حظر تجوال ليليًا على الجزائريين في باريس، وخاصة في منطقة نونتير، وجند حركى جزائريين لتتبعهم دون إزعاج باقي الجاليات.

أدت هذه التضييقات إلى إعاقة نشاط فدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا، وخاصة في جمع الأموال لتمويل الثورة في الجزائر. لذا، عقد المجاهد عمر بوداود اجتماعًا في ألمانيا بالقرب من مدينة بون، حضره ممثلو الولايات التابعة للتقسيم الإداري الموجود في المهجر. وبعد ذلك، قرر بوداود التوجه إلى تونس يوم 21 سبتمبر 1961، حيث التقى بالمجاهد الراحل بن طوبال وطرح عليه فكرة تنظيم مظاهرات سلمية في باريس بحضور إعلامي مكثف للتنديد بالقمع وتقييد حركة الجزائريين ليلاً في العاصمة الفرنسية.

بعد عودته من تونس إلى أوروبا، عقد بوداود اجتماعًا مع القيادات المحلية لجبهة التحرير الوطني في الخارج بالعاصمة البلجيكية بروكسل، حيث اتفق الجميع على تنظيم مظاهرة ضخمة في باريس. تم الاعتماد على شبكة ماتيي لتوثيق الصور والأحداث المتوقعة خلال المظاهرة.

اختار العقيد عمر بوداود يوم 17 أكتوبر 1961 لتنظيم المظاهرة السلمية. فضحت هذه المظاهرة النظام الاستعماري الفرنسي الذي قتل المتظاهرين بدم بارد، حيث تم رمي العديد من الجزائريين، بعد تقييد أيديهم، في نهر السين، واستشهد العديد منهم.

يوم 17 أكتوبر يبقى سجلًا ناصعًا في تاريخ الثورة الجزائرية، ودليلًا على مساهمة المهاجرين في دعم الثورة وإنجاحها. لكن، للأسف، هناك من يحاول اليوم التشكيك في تضحيات أبناء الجالية وتخوينهم.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…