‫الرئيسية‬ الأولى الأمن الجزائري: صمام الأمان في وجه التهديدات والتآمرات الخارجية
الأولى - مقالات - 12 ديسمبر، 2024

الأمن الجزائري: صمام الأمان في وجه التهديدات والتآمرات الخارجية

الأمن الجزائري: صمام الأمان في وجه التهديدات والتآمرات الخارجية
بعد نجاح الأجهزة الأمنية الجزائرية في تفكيك شبكتي تجسس خطيرتين، إحداهما على الحدود الغربية مع المملكة المغربية وأخرى مرتبطة مباشرة بالمخابرات الفرنسية، تبرز الجزائر كدولة عازمة على الدفاع عن أمنها القومي وسيادتها بكل حزم. الشبكة الثانية، التي استهدفت إعادة تنشيط خلايا التطرف الديني في بعض أحياء العاصمة، تُعد دليلاً آخر على التهديدات الحقيقية التي تواجهها البلاد، وعلى العمل الدؤوب للأجهزة الأمنية لتحييد هذه الأخطار وحماية أمن الوطن.

إن الحفاظ على الأمن الوطني يُعد أولوية لا غنى عنها، وبدونه لا يمكن الحديث عن وطن مستقر ولا عن ديمقراطية أو سياسة. هذه الحقيقة يدركها الجزائريون في الداخل والخارج. الأجهزة الأمنية الجزائرية، التي اكتسبت خبرات واسعة خلال عقدين من مكافحة الإرهاب، تواصل اليوم عملها بكفاءة عالية، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في العالم.

كل عملية ناجحة لتحييد الشبكات التخريبية تقابل بحملات دعائية مسيئة من الأطراف المعادية للجزائر، سواء من “الحركى” الجدد أو من “المخازنية”، الذين يتحركون بتوقيت مريب يثير الريبة حول تنسيقهم مع المخططات الخارجية. الأذرع الإعلامية الدعائية، التي تعمل على التشكيك في ثقة المواطن الجزائري بوطنه ومؤسساته، تعتمد على خلق أحداث على أرض الواقع كذريعة لتحركها.

إن إدارة أمن بلد بحجم الجزائر، الذي يعادل قارة بأكملها، ليست مهمة سهلة. تحتاج هذه المهمة إلى يقظة دائمة، إمكانيات هائلة، ودعم سياسي وإعلامي يعزز عزيمة العاملين على أرض الواقع. تلك الفطنة والمهنية، المدعومة بتجارب ميدانية طويلة، تجعل الأجهزة الأمنية الجزائرية قادرة على التصدي لمختلف التحديات.

خلال سنوات حكم الفساد التي مر بها النظام السابق، كادت الجزائر تفقد توازنها نتيجة محاولات تقويض مؤسساتها الأمنية الحساسة. تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون حول تلك المرحلة، ووصفه لها بفترة “نظام المافيا”، تعكس خطورة ما كانت تمر به البلاد. لولا التدخل الحازم واستعادة المؤسسات دورها الحقيقي، لدفع الجزائريون ثمنًا باهظًا كان يمكن أن يصل إلى زوال الدولة.

التهديدات التي تواجه الجزائر اليوم ليست وهمية، بل هي حقيقية، تتجسد في الأطماع الاستعمارية القديمة والجديدة. الطمع في ثروات البلاد وموقعها الاستراتيجي هو واقع يدركه كل جزائري واعٍ. القوى الاستعمارية لا تتردد في استخدام أي وسيلة، سواء عبر الدين أو السياسة أو حتى الحركات الاجتماعية، للوصول إلى غاياتها.

مرة أخرى، تثبت الأجهزة الأمنية الجزائرية أنها على قدر المسؤولية في حماية الوطن والمواطن. شكري وتقديري لهذه الأجهزة ليس مجاملة، بل هو اعتراف مستحق بجهودها لحماية سيادة الجزائر وثرواتها ومستقبلها.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…