‫الرئيسية‬ الأولى الإخوان المسلمون.. الخنجر المسموم في خاصرة العالم العربي
الأولى - مقالات - 25 أبريل، 2025

الإخوان المسلمون.. الخنجر المسموم في خاصرة العالم العربي

الإخوان المسلمون.. الخنجر المسموم في خاصرة العالم العربي
تواصل الدول العربية واحدة تلو الأخرى كشف خطر تنظيم الإخوان المسلمين الذي تغلغل لعقود في مفاصل بعض الأنظمة واستغل المناخات الديمقراطية لتوسيع نفوذه. فبعد التجربة المؤلمة في مصر، وسقوطهم المدوي في تونس، ها هي الأردن تُعلن حل الجماعة ومصادرة ممتلكاتها بعد التحقق من تورطها في تهديد الأمن الوطني، في خطوة وصفها الكثيرون بـ”المتأخرة ولكن الضرورية”.

بعيدًا عن الشعارات الدينية التي يرفعها التنظيم، هناك وقائع ملموسة تؤكد أن الإخوان المسلمين ليسوا مجرد حركة سياسية، بل كيان عابر للحدود، متعدد الولاءات، يعمل بأجندات خارجية ويعتمد التغلغل الناعم في مؤسسات الدول لفرض أجندته الأيديولوجية والفكرية التي طالما اصطدمت مع مفهوم الدولة الوطنية.

رسالة مرشد الجماعة – التي سُربت من لندن إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن – والتي قدم فيها الطاعة وطلب الدعم لإسقاط النظام المصري، تكشف حجم التبعية وازدواجية الخطاب. كيف لتنظيم يدّعي مواجهة “الاستكبار العالمي” أن يناشد رئيس أقوى دولة غربية لتمكينه من الحكم؟

تجربة تركيا مع الإخوان المسلمين كانت كاشفة. أردوغان، الذي فتح لهم الأبواب وقدّم لهم الملاذ والدعم، اكتشف متأخراً أنهم أسسوا شبكات تخابر داخل بلاده لصالح قوى أجنبية، وتحالفوا مع أحزاب معارضة لإسقاطه من الحكم. النتيجة: القرار التركي الحازم بإنهاء العلاقة معهم، رغم أنهم لا يزالون يتجاهلون التطبيع التركي مع إسرائيل، في حين يهاجمون بعنف كل دولة عربية تسير في نفس الاتجاه. تقية سياسية بامتياز.

الإخوان في الجزائر، بدورهم، التزموا الصمت إزاء السياسات التركية، ونقلوا أموالهم للاستثمار هناك دون أي موقف يُذكر، وهو ما يعكس انعدام استقلاليتهم السياسية وانغماسهم في الولاء الأيديولوجي العابر للحدود.

في تونس، سقط الغنوشي وزمرته في وحل الفضائح السياسية والمالية. لم يكتفِ باستغلال لجوئه السابق إلى الجزائر، بل ورد اسمه في ملفات تشير إلى تجسس لصالح جهات أجنبية، حيث تم الكشف عن امتلاكه معلومات سرية حول شركة “سونلغاز”، استعملها كورقة ضغط خلال مفاوضات مع الجانب الإيطالي، في قضية تُذكرنا بما فعله صنصال في قطاع الصناعة سابقاً. للأسف، لم يتم فتح أي تحقيق رسمي جزائري في هذه القضية رغم حساسيتها.

القلق من الإخوان لم يقتصر على الدول العربية. بلجيكا، من خلال تقرير لجنة في مجلس الشيوخ المكلفة بمراقبة المخابرات، حذّرت بوضوح من محاولات اختراق الجماعة للمؤسسة العسكرية البلجيكية، وأشارت إلى ضعف رقابة الدولة على هذا التغلغل المريب. التحذير استند إلى تقارير استخباراتية تؤكد أن معظم الجماعات الإرهابية المتطرفة، بشكل مباشر أو غير مباشر، خرجت من عباءة الإخوان.

وحتى بريطانيا، التي احتضنت مؤسس الجماعة حسن البنا ومَن خلفه، تملك تقارير تثبت العلاقة بين الإخوان ونشوء الجماعات الإرهابية، لكنها امتنعت عن نشرها تحت ضغوط سياسية وإعلامية قوية.

أما في الجزائر، فإن السعيد بوتفليقة – شقيق الرئيس السابق – كانت له علاقات تجارية مع نجل يوسف ندى، أحد ممولي الإخوان البارزين في أوروبا، خصوصًا في تجارة النفط، وهو ما يطرح علامات استفهام عن حجم تغلغل الجماعة في النظام السابق.

الإخوان المسلمون في الأردن رغم أنهم نالوا فرصاً واسعة للممارسة السياسية، امتلكوا نواباً في البرلمان، إلا أن فكرهم التكفيري العنيف ونظرتهم العدائية للدولة – التي لا يعترفون بها إلا كوسيلة للوصول إلى الحكم – جعلتهم يسعون مجددًا إلى الانقلاب على الدولة.

أي دولة تتهاون مع الإخوان أو تفشل في تقدير خطورتهم، ستجد نفسها عاجلاً أو آجلاً ضحية لهذا التنظيم المتشدد، الذي أسس لفكر التطرف والتكفير على يد السيد قطب، أحد أبرز المنظّرين للفاشية الدينية، والذي تشير مصادر استخباراتية إلى ارتباطه بالماسونية العالمية، في مفارقة تعكس مدى التناقض داخل هذا التنظيم.

واليوم، كما في السابق، يستغلون دعمهم العلني لـ”حماس” في غزة، وركوب موجة التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، كغطاء لتحركاتهم المشبوهة داخل الدول التي تحتضنهم، ومن بينها الأردن. أما تركيا – أول بلد مسلم يطبّع مع إسرائيل – فتبقى خارج النقد، لأن التنظيم لا يرى منها إلا ما يخدم مصالحه. إنه وهم كبير، انتهت صلاحيته.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…