‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات البابا ليون الرابع عشر يعبر عن رغبته في زيارة الجزائر
مقالات - 17 مايو، 2025

البابا ليون الرابع عشر يعبر عن رغبته في زيارة الجزائر

البابا ليون الرابع عشر يعبر عن رغبته في زيارة الجزائر
عبّر البابا ليون الرابع عشر، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، عن رغبته في القيام بزيارة رسمية إلى الجزائر. وتُعد هذه الزيارة، في حال تحققها، حدثًا تاريخيًا وروحيًا هامًا بالنظر إلى الرمزية الدينية والثقافية التي تمثلها الجزائر، لاسيما ولايتي سوق أهراس وعنابة، المرتبطتين ارتباطًا وثيقًا بسيرة القديس أوغسطين، أحد أعظم فلاسفة المسيحية الكاثوليكية ومنظّري الفكر البابوي المعاصر.

يُذكر أن القديس أوغسطين، المولود في مدينة طاغاست (سوق أهراس حاليًا)، عاش جزءًا كبيرًا من حياته في هيبون (عنابة) حيث شغل منصب أسقفها، قبل أن يُنقل جثمانه لاحقًا إلى الفاتيكان. ويحظى هذا القديس بمكانة بارزة داخل الكنيسة الكاثوليكية، لا سيما في الأوساط الاغسطينية التي ينتمي إليها البابا الحالي.

ووفقًا لبعض المصادر، فإن البابا ليون الرابع عشر، الذي كان يشغل سابقًا منصب كاردينال، قد حضر في وقت سابق أحد الملتقيات الدولية التي نظمتها الجزائر حول حياة وأعمال القديس أوغسطين في مدينة عنابة، خلال فترة رئاسة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. ورغم بعض الاعتراضات من تيارات متشددة، أصرّت الجزائر آنذاك على تنظيم الفعالية تكريمًا لأحد أعلام الفكر الإنساني العالمي المنحدر من أرضها.

ومن هذا المنطلق، يرى كثيرون أن زيارة البابا المرتقبة يمكن أن تسهم في ترسيخ صورة الجزائر كأرض للتسامح الديني والتعايش الحضاري، وإبراز إرثها الروحي العريق الذي يعود إلى قرون خلت. كما يمكن لهذه الزيارة أن تفتح آفاقًا جديدة للسياحة الدينية والثقافية، من خلال إدراج مسار خاص بالقديس أوغسطين ضمن البرامج السياحية العالمية، مما يحول الجزائر إلى وجهة للحج الروحي لدى الملايين من أتباع الكنيسة الكاثوليكية.

وتجدر الإشارة إلى أن تونس كانت قد نسبت القديس أوغسطين إلى ترابها خلال سنوات حكم الرئيس بن علي، وسوّقت لهذه الرواية دوليًا، مستفيدة من إرثه الثقافي، في حين أن مسقط رأسه ومركز نشاطه الفلسفي واللاهوتي موجودان في الجزائر. لذلك، فإن الجزائر اليوم تملك فرصة تاريخية لإعادة الاعتبار لهذا الإرث، والترويج له كجزء من هويتها الوطنية والتاريخية.

وتعد هذه الزيارة، إن تمت، رسالة قوية إلى العالم بأن الجزائر بلد الانفتاح والتنوع، بلد أنجبت شخصيات خالدة مثل أوغسطين وأبوليناريس، وكانت تحتضن أولى الجامعات في التاريخ بمدينة مداوروش.

ختامًا، فإن استقبال الجزائر للبابا ليون الرابع عشر قد يشكل نقطة تحول في العلاقات بين الجزائر والفاتيكان، ويسهم في تعزيز الحوار الديني والثقافي، ويمثل دعمًا معنويًا كبيرًا لصورة الجزائر على الساحة الدولية كبلد للتسامح والسلام.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…