‫الرئيسية‬ الأولى البريكس تُحاصر الدولار وترامب يُطلق النار عبر أوكرانيا!
الأولى - الحدث - الدولي - مقالات - 9 يوليو، 2025

البريكس تُحاصر الدولار وترامب يُطلق النار عبر أوكرانيا!

البريكس تُحاصر الدولار وترامب يُطلق النار عبر أوكرانيا!
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفلح في تفكيك التحالف الروسي–الصيني، ولم يستطع وقف توجه دول “البريكس” للبحث عن عملة بديلة للدولار، كما أكّد المشاركون في قمة البرازيل، حيث تحدث قادة “البريكس” عن ضرورة إيجاد بديل لاستخدام الدولار في التبادل التجاري العالمي، وطرحت عدة أفكار من بينها استخدام العملات الوطنية، والعملات المشفرة، أو الاتفاق حول عملة مشتركة بين دول “البريكس”.

ترامب يعود إلى التصعيد ضد روسيا من بوابة أوكرانيا كما فعل سلفه بايدن، في محاولة لتركيعها وحثّها على التراجع عن الابتعاد عن الدولار، ومنع تحالفها مع الصين، لأن أمريكا تعرف جيدًا أنها لن تستطيع مواجهة التحالف الصيني–الروسي بمفردها. وتعود أمريكا تدريجيًا إلى موقف الرئيس الأسبق، القائم على التحالف مع أوروبا الغربية وكندا لمواجهة الصين وروسيا، بالإضافة إلى دول آسيوية بدأت تتمرد على الحليف الأمريكي بعد فرض الرسوم الجمركية عليها، ومنها اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.

في ظرف قصير جدًا، استطاعت الصين أن تضع الأساسات لنظام مصرفي دولي جديد، عبر تخطيها لنظام “سويفت” من خلال تطوير نظامها الخاص، إلى جانب تطوير اليوان الرقمي المتداول بين أكثر من 50 دولة حاليًا. وانتشر النظام بسرعة كبيرة لم تكن أمريكا تتوقعها.

دول “البريكس” تؤكّد في قمة البرازيل أنها ماضية في إيجاد البديل عن الدولار، وأنها لا تهتم بعقوبات أمريكا ولا رسومها الجمركية. وما يزيد من قوة دول “البريكس” هو التطور المذهل الذي حققته الصين وروسيا في مجال إيجاد بدائل للطيران المدني، حيث صنعت الصين طائراتها البعيدة والمتوسطة المدى، كما قامت روسيا بإحياء طائراتها المدنية “توبوليف” مع تحديثها، وإطلاق طائرات جديدة أخرى من نوع “سوخوي 1000″، وجميعها مصنوعة محليًا بنسبة 100% بعد العقوبات التي فُرضت عليها.

روسيا والصين تعملان على تغطية الثغرات التي كانتا تعانيان منها في مجال إنتاج الرقائق الإلكترونية، وقد قامت روسيا بإنتاج أولى رقائقها، بما في ذلك المشغلات باستخدام المطابع الحجرية محلية الصنع، فيما ذهبت الصين بعيدًا في هذا المجال، حيث أنتجت رقائق إلكترونية حديثة جدًا، وذهبت إلى حد إنتاج برمجيات إلكترونية خاصة بها تخلصها من التبعية لنظام “مايكروسوفت” الأمريكي، وبدأت في تطبيق نظام رقمنة وطنية في جميع المجالات، خاصة الحكومية، التي لا تستعمل إلا المنتج الرقمي الوطني الآمن.

تعتبر روسيا والصين ودول “البريكس” أن استخدام الدولار من طرف الحكومة الأمريكية هو السبب الرئيسي في التخلي عنه والسعي لإيجاد بديل، مع الإشارة إلى تضخم الديون الأمريكية، التي أصبحت تهدد الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ما فرض على الدول البحث عن طرق لتفادي الكارثة التي قد تحدثها عملية إفلاس أمريكا، بسبب ضخامة الديون واستمرارها في الاعتماد على طباعة النقود دون ضمانات.

الصراع العالمي على أشدّه، والحديث عن سقوط الاقتصاد الأمريكي أصبح الآن علنيًا. والدليل هو اللجوء إلى فرض العقوبات والرسوم الجمركية من أجل البقاء في الصدارة على حساب اقتصاديات دول أخرى ومصالح شعوبها، وحتى الدول الصديقة والحليفة لأمريكا لم تنجُ من تلك الرسوم أو من الانتقادات، كما حصل مع اليابان وكندا وأوروبا الغربية.

العالم يعيش مرحلة تحوّل خطيرة في تاريخه، ويبدو أن الغرب يرفض صعود قوى جديدة إلى الواجهة، وعلى رأسها الصين، ويحاول منعها بكل الوسائل من التطور، بل يسعى إلى إسقاطها إن استطاع، فالصراع والصدام قادمان.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…