فتح مراجعة القوائم الانتخابية استعداداً للاستحقاقات المقبلة

فتح مراجعة القوائم الانتخابية استعداداً للاستحقاقات المقبلة

أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن فتح فترة المراجعة الدورية للقوائم الانتخابية ابتداءً من يوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، على أن تستمر إلى غاية الثلاثاء 18 نوفمبر من السنة نفسها، وذلك في إطار التحضيرات المستمرة لضمان شفافية ونزاهة العملية الانتخابية وتحيين المعطيات الخاصة بالناخبين عبر مختلف بلديات الوطن.

وجاء في بيان للسلطة أن هذه العملية تأتي تطبيقاً لأحكام الأمر رقم 21-01 المؤرخ في 10 مارس 2021، والمتعلق بالقانون العضوي الخاص بنظام الانتخابات، لا سيما المادتين 62 و65 منه، واللتين تنصان على ضرورة تنظيم مراجعة دورية للقوائم الانتخابية على مستوى جميع البلديات والممثليات الدبلوماسية في الخارج. وتهدف هذه العملية، كما أوضحت السلطة، إلى ضمان مطابقة القوائم الانتخابية للواقع السكاني، وتحديثها بما يسمح بمشاركة كل المواطنين المؤهلين قانوناً في الاستحقاقات المقبلة، ترسيخاً لمبدأ الديمقراطية التشاركية وتعزيزاً لحق كل جزائري وجزائرية في الانتخاب والمساهمة في الحياة العامة.

ودعت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في بيانها جميع المواطنين والمواطنات غير المسجلين بعد في القوائم الانتخابية، والذين بلغوا من العمر 18 سنة كاملة على الأقل في 31 ديسمبر 2025، إلى التقرب من مصالح المندوبيات البلدية للسلطة من أجل تسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية الخاصة ببلدية محل إقامتهم، شريطة أن تتوفر فيهم الشروط القانونية المطلوبة. وأكدت أن التسجيل في القوائم الانتخابية يمثل الخطوة الأولى والأساسية لممارسة الحق الدستوري في التصويت، وهو واجب مدني يكرّس المشاركة الشعبية في رسم مستقبل البلاد.

كما دعت الهيئة جميع المواطنين الذين قاموا بتغيير مقر إقامتهم إلى تسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية التابعة لبلدية محل إقامتهم الجديدة، حتى يتسنى لهم التصويت في مكاتب الاقتراع القريبة من سكناتهم يوم الانتخاب. أما بالنسبة للمواطنين المسجلين سابقاً في القوائم الانتخابية والذين غيّروا عنوان سكنهم داخل نفس البلدية، أو الذين وردت أخطاء مادية في بياناتهم الشخصية، فقد حثّتهم السلطة على التوجه إلى المندوبية البلدية المختصة لتصحيح هذه المعلومات وتحيينها، تفادياً لأي لبس أو عراقيل يوم الاقتراع.

وشدد البيان على أن عملية التسجيل أو التحين تتم على مستوى مقر المندوبية البلدية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في بلدية الإقامة، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً إلى الرابعة مساءً، خلال كل أيام الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، على أن يتم إيداع الطلب مرفقاً بـ وثيقة تثبت الهوية (بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر) ووثيقة تثبت الإقامة (كشهادة سكن أو عقد إيجار أو فاتورة خدمات). وتندرج هذه الإجراءات ضمن جهود السلطة لضمان سهولة الوصول إلى الخدمة الانتخابية وتمكين جميع المواطنين من تحديث بياناتهم بطريقة مبسطة ومنظمة.

وفي إطار تسهيل العملية ومواكبة التحول الرقمي الذي تشهده الإدارة العمومية، ذكّرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بأن بإمكان المواطنين الولوج إلى موقعها الإلكتروني الرسمي عبر الرابط التالي: 🔗 https://services.ina-elections.dz

وذلك من أجل التحقق من تسجيلهم في القوائم الانتخابية، أو تقديم طلبات التسجيل أو الشطب أو تحيين المعطيات الشخصية بشكل إلكتروني دون الحاجة للتنقل، وهو ما يعكس التوجه نحو رقمنة العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية وسهولة الخدمة للمواطن.

أما بالنسبة للجزائريين المقيمين في الخارج، فقد أوضحت السلطة أنه بإمكانهم التقرب من الممثليات الدبلوماسية أو القنصلية الجزائرية في بلدان إقامتهم لتسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية وفق نفس الإجراءات المعمول بها داخل الوطن، وذلك ضماناً لمشاركتهم الفاعلة في الحياة السياسية وتعزيزاً لروابطهم بوطنهم الأم.

وأكدت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في ختام بيانها أن عملية المراجعة الدورية للقوائم الانتخابية تُعد محطة أساسية في مسار التحضير للاستحقاقات المقبلة، سواء كانت محلية أو تشريعية أو رئاسية، مشيرة إلى أن الهدف منها هو إضفاء مزيد من المصداقية والشفافية على العملية الانتخابية. كما دعت جميع المواطنين إلى التحلي بالوعي والمسؤولية والمبادرة إلى التسجيل أو تحديث بياناتهم في الآجال المحددة، مؤكدة أن المشاركة الواسعة في العملية الانتخابية تمثل ركيزة أساسية في بناء دولة ديمقراطية حديثة تقوم على المشاركة الشعبية واحترام الإرادة الحرة للناخبين.

بهذه الخطوة، تفتح الجزائر مرحلة جديدة من التحضير المنظم للاستحقاقات القادمة، في إطار التكريس الفعلي لشفافية العملية الانتخابية وضمان حق كل مواطن في الإدلاء بصوته في ظروف قانونية وعصرية تليق بمكانة الجزائر الجديدة.