رانية سلامي… الكلمة شفاء والصوت رسالة تُوقظ الأمل
صدر عن دار تحفة للنشر كتاب جديد للكاتبة الجزائرية رانية سلامي بعنوان “جرعات إيجابية”، وهو عمل يجمع بين الأدب والفكر التنموي في قالب يجسد رؤية الكاتبة حول قوة الكلمة في شفاء الإنسان نفسيًا وروحيًا. من خلال هذا الإصدار، تسعى رانية إلى توظيف اللغة بأسلوب بسيط وواقعي لبعث الأمل والتوازن الداخلي، مؤكدة أن الأدب لا يقتصر على المتعة الفكرية فحسب، بل يمكن أن يكون وسيلة فعالة للعلاج الذاتي واستعادة الثقة بالحياة.
في هذا العمل، تمزج الكاتبة بين التحليل النفسي والنظرة الإيمانية في مقاربة فريدة للعلاقة بين الإنسان وذاته، عبر رسائل قصيرة ومضامين تحفيزية تلامس القارئ مباشرة. كل صفحة تحمل دعوة صادقة للتأمل والتصالح مع النفس، ومقاومة ضغوط الواقع من خلال التفكير الإيجابي وإعادة بناء العلاقة مع الذات بروح من الإيمان والتفاؤل.
وفي سياق متصل، أصدرت الكاتبة كتابًا آخر بعنوان “صوتك يروي قصتك”، يتناول فن الإلقاء والتعليق الصوتي من منظور يجمع بين التقنية والإحساس. تقدم فيه رانية دليلاً عمليًا لتطوير المهارات الصوتية، من التحكم في النبرة والإيقاع إلى توظيف العاطفة في الأداء، مركزة على أن الصوت ليس مجرد وسيلة تواصل، بل هو انعكاس للشخصية وأداة للتأثير والإقناع. هذا العمل يبرز الجانب الإبداعي والمهني للكاتبة، ويؤكد مكانتها في مجال يجمع بين الفن والوعي الذاتي.
أما روايتها “سر فانكليرا”، فهي تجربة أدبية مختلفة تميل إلى الغموض النفسي والسرد الرمزي. تدور أحداثها حول طبيبة نفسية تُدعى مارينا وفتاة غامضة تُدعى فانكليرا، تجمع بينهما علاقة معقدة تكشف عن أعماق النفس البشرية وحدود الإدراك الإنساني. بأسلوبٍ دقيق ومشحون بالعاطفة، تطرح رانية من خلال الرواية تساؤلات حول الخوف، والعقل، والحقيقة، والعلاج النفسي عندما يتقاطع مع الغموض والخيال، لتقدّم عملًا يمزج بين السرد الأدبي والتحليل النفسي بلمسة من الحس الإنساني العميق.
تتنوع أعمال رانية سلامي بين الأدب الواقعي، والتحفيز الذاتي، والرواية النفسية، ما يجعلها من أبرز الأصوات الأدبية الشابة التي تسعى إلى الجمع بين الكلمة والفعل، وبين الإبداع والتأثير العملي في القارئ. فهي لا تكتب فقط لتعبّر، بل لتُلهم وتغيّر، واضعة الأدب في خدمة الإنسان وقضاياه اليومية.
رانية سلامي كاتبة وروائية جزائرية، شاعرة ومعلقة صوتية، مدبلجة ومترجمة، وأستاذة لغة فرنسية. عُرفت بأسلوبها المتنوع الذي يجمع بين الفكر والفن، وبقدرتها على الموازنة بين الإبداع الأدبي والمجال التربوي. تسعى من خلال تجربتها إلى توظيف الكلمة والصوت كأداتين للتعبير والشفاء والإلهام، لتثبت أن الإبداع الحقيقي لا يقف عند حدود الفن، بل يمتد ليصنع أثرًا في الوجدان والوعي.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
“قفر الدم”.. حين يتحول صمت المرأة إلى صرخة
صدر عن دار أدليس للنشر والتوزيع العمل الروائي الجديد للكاتبة الجزائرية خولة يعقوب بعنوان &…