‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات شبح العنف يعود إلى الملاعب الجزائرية.. تنفس مقيد وفرجة محجوبة، هل نستعيد متعة اللعب؟
مقالات - 5 يونيو، 2024

شبح العنف يعود إلى الملاعب الجزائرية.. تنفس مقيد وفرجة محجوبة، هل نستعيد متعة اللعب؟

شبح العنف يعود إلى الملاعب الجزائرية..
عاد شبح العنف ليخيم بقوة على الملاعب الجزائرية، بعد فترة من الهدوء النسبي. هذه الظاهرة المتجددة لا تهدد فقط سلامة اللاعبين والجماهير، بل تضرب أيضاً في صميم الروح الرياضية، مدمرة المنشآت وناشرةً الرعب بين الأنصار، العنف في الملاعب الجزائرية لم يعد مجرد حادثة عابرة، بل تحول إلى سرطان ينخر جسد كرة القدم، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً وحلولاً جذرية من جميع الجهات المعنية، فقد حان الوقت لاتخاذ موقف حازم لإنقاذ مستقبل كرة القدم في بلادنا وضمان بيئة رياضية آمنة وعادلة.

أصبح موعد اجراء مقابلات لكرة القدم يؤرق عدة جهات عل غرار الامن ومديريات المواصلات كالميترو و الترامواي و تعرض محطات هذه الأخيرة الى التخريب، و كذا تهديد الأرواح في الآونة الأخيرة جراء خروج الأنصار بعد هزيمة فريقهم.

العنف يتسبب في سقوط ارواح

شهدت الملاعب الجزائرية عدة حوادث مأساوية منها تعرض اللاعب “يوسف بن خليفة” من نادي مولودية الجزائر في مارس 2024 لاعتداء عنيف من قبل مجموعة من المشجعين الغاضبين بعد انتهاء مباراة ضد اتحاد العاصمة. حيث قام المشجعون، في حالة من الفوضى والغضب، باقتحام أرض الملعب وهاجموا بن خليفة بالضرب، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى على الفور. هذه الحادثة لم تكن فقط صدمة للنادي والجماهير، بل أعادت إلى الأذهان ذكريات العنف المروع الذي كان يعتقد أنه اختفى من الملاعب الجزائرية. أثارت هذه الواقعة غضباً واسعاً في الأوساط الرياضية والإعلامية، وأدت إلى دعوات عاجلة لتدخل الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة المتفاقمة.

حادثة ياسين دغيدي

وفي حادثة سبقتها، كان قد تعرض اللاعب ياسين دغيدي من نادي نجم مقرة للاعتداء العنيف من قبل جماهير غاضبة. وقع هذا الاعتداء في فبراير 2024 بعد مباراة حاسمة ضد نادي شباب بلوزداد، والتي شهدت توترات شديدة بين الفريقين. حيث بعد انتهاء المباراة، اندلعت الفوضى بين الجماهير، حيث اقتحم عدد من المشجعين الغاضبين أرض الملعب وهاجموا ياسين دغيدي. تعرض اللاعب للضرب المبرح مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج. أثارت هذه الحادثة صدمة واسعة في الأوساط الرياضية والإعلامية، وأصبحت رمزاً لعودة العنف بشكل مقلق إلى الملاعب الجزائرية. حادثة ياسين دغيدي ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جزء من سلسلة من الأحداث العنيفة التي تتطلب تدخلاً عاجلاً وحلولاً جذرية من جميع الجهات المعنية لضمان سلامة اللاعبين والجماهير وإعادة الأجواء الرياضية إلى طبيعتها. كذلك لم يسلم المناصرين من الاعتداءات فخير مثال هو وفاة مناصر “ياسين صغيري”، حيث في لحظة من الحزن والصدمة، فقد فريق مولودية الجزائر أحد مناصريها المخلصين، “ياسين صغيري”، الذي توفي بعد تعرضه للاعتداء العنيف أثناء مباراة فريقه، تجدر الإشارة إلى أن “ياسين صغيري” كان مناصراً متفانياً لفريقه، كما فقدت جماهير “اتحاد العاصمة” أحد مناصريها المخلصين، “محمد بن علي”، الذي توفي جراء إصابته بإصابات بليغة اثر اعتداء عنيف في إحدى المباريات، وكانت وفاته إنذارًا لجميع الأطراف لاتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الظاهرة المؤلمة.

حالات قديمة بارزة للعنف في الملاعب

وفي ذات السياق، لا ننسى حادثة الاعتداء على كابوسي، لاعب شبيبة القبائل، حيث تعرض للاعتداء من قبل مجموعة من المشجعين الغاضبين بعد إحدى المباريات، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة أدت الى وفاته. بالإضافة الى تعرض ياسين قاسمي للاعتداء خلال إحدى المباريات، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة، والذي توفي هو الاخر.

مساهمة بعض الحكام في التسبب في العنف

من جهة أخرى، قد يلعب بعض الحكام، الذين يفترض أن يكونوا حكامًا للعدالة والنزاهة، دورًا في زيادة حدة العنف في الملاعب بدلاً من تهدئتها. فالتصرفات غير المناسبة من بعض الحكام قد تثير مشاعر الغضب والاستياء لدى اللاعبين والجماهير، مما يزيد من التوتر والاضطراب في المباريات. على سبيل المثال، قد يتسبب اتخاذ قرارات مثيرة للجدل من قبل الحكام في إثارة غضب الفرق والجماهير، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حالات من العنف أو التوتر المتزايد في الملعب. بالإضافة إلى ذلك، فإن تفضيل الحكام لإحدى الفرق أو تقديم قرارات غير عادلة قد تؤدي إلى شعور بالظلم والغضب من قبل الفرق المنافسة وجماهيرها، مما يزيد من احتمالات وقوع أعمال عنف. لذا، يجب على الحكام أن يكونوا عادلين ومحايدين في اتخاذ قراراتهم، وأن يتجنبوا أي تصرفات قد تثير الفتنة وتزيد من حدة العنف في الملاعب. كما يجب على الجهات المسؤولة في الرياضة أن تتخذ إجراءات صارمة ضد أي حكم يثبت تورطه في تحريض العنف أو تسهيله بأي شكل من الأشكال، لضمان سلامة ونزاهة المباريات والملاعب. و في الأخير، عودة العنف في الملاعب الجزائرية مشكلة تتطلب تعاوناً بين الفيفا ووزارة الرياضة والأندية والجماهير، على الرغم من أن إقامة المباريات بدون جمهور يمكن أن تكون حلاً مؤقتاً، إلا أن الحلول طويلة الأمد تتطلب جهوداً متواصلة في التثقيف والتوعية وتعزيز الأمن وفرض العقوبات. من خلال العمل المشترك، يمكن تحقيق أرضية رياضية آمنة تعزز من جمال وروح كرة القدم، الكرة الآن في ملعب الفيفا، ووزارة الرياضة الجزائرية، والأندية، لوضع حد لهذا السرطان الذي ينخر جسد الرياضة في بلادنا، الحلول موجودة، ولكنها تتطلب إرادة قوية وتنفيذاً فعالاً، فهل سنشهد نهضة حقيقية تعيد للكرة الجزائرية تألقها وسلامتها، أم سنظل عالقين في دوامة العنف؟ المستقبل بيدنا، وحان الوقت للتحرك الآن قبل أن نفقد المزيد من الأرواح وتخريب المنشآت، لنحول الملاعب من ساحات للعنف إلى ميادين للمتعة والروح الرياضية الحقيقية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

العاصمة: سكان طاغارا بين شبح الجفاف وكابوس الصرف الصحي

يعاني سكان حي طاغارا بالعاصمة من مشكلة حادة تتعلق بانقطاع المياه عن حنفيات منازلهم لفترات …