‫الرئيسية‬ الأولى GenZ 213… دعوات في مهب الوعي الجزائري
الأولى - الوطني - مقالات - 1 أكتوبر، 2025

GenZ 213… دعوات في مهب الوعي الجزائري

GenZ 213... دعوات في مهب الوعي الجزائري
تشهد الساحة الجزائرية منذ أيام تداولاً لدعوات مشبوهة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تدعو المواطنين إلى التظاهر يوم الثالث من أكتوبر المقبل تحت مسمى “GenZ 213”. هذه الدعوات التي تفتقد لأي قيادة واضحة أو برنامج معلن، جاءت في توقيت يثير الريبة، إذ تتزامن مع احتجاجات يعيشها المغرب تحت مسمى مشابه “GenZ 212”. هذا التطابق في التسمية والتزامن الزمني لا يمكن اعتباره صدفة بريئة، بل يراه كثيرون دليلاً إضافياً على محاولات يائسة لاستنساخ أزمات المغرب وتصديرها إلى الجزائر.

وكالة الأنباء الجزائرية (APS) كشفت بوضوح خلفيات هذه المحاولات، مشيرة إلى أن “المخزن” الذي يغرق في أزماته الاقتصادية والاجتماعية، ويسابق الزمن لإخماد احتجاجات شعبه، يسعى مجدداً إلى توجيه الأنظار بعيداً عن الداخل المغربي، عبر محاولة فاشلة للتأثير على استقرار الجزائر. فالمملكة المغربية، التي تعاني من الفوارق الاجتماعية الصارخة، وارتفاع تكاليف المعيشة، والإنفاق المفرط على صفقات السلاح والتطبيع مع الكيان الصهيوني، تحاول عبثاً إقحام الجزائر في لعبة تصدير الأزمات، لكن دون جدوى.

الواقع الجزائري اليوم مختلف تماماً. فالجزائريون عاشوا حراكهم الشعبي سنة 2019، الذي شكّل محطة مفصلية في تاريخ البلاد، وأسقط نظام الفساد الذي تجذر لعقدين كاملين، وأنهى حكم الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، وأدى إلى محاكمة وسجن من عُرفوا بـ”العصابة”. لقد كان ذلك الحراك بداية لمرحلة جديدة، منحت الجزائر نفساً سياسياً متجدداً وأفرزت قيادة وطنية تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار. ومن هذا المنطلق، فإن الجزائريين ليسوا في حاجة إلى دعوات مجهولة المصدر ولا إلى مغامرات مشبوهة، لأن بلدهم قد خطا فعلياً في مرحلة ما بعد الحراك.

إن محاولات التشويش عبر “GenZ 213” لا تجد صدى في الشارع الجزائري، لأن وعي المواطنين اليوم أقوى من أي وقت مضى. فهم يدركون أن الاستقرار الذي تحقق بعد سنوات صعبة هو مكسب ثمين لا يمكن التفريط فيه، وأن التغيير الحقيقي يتم عبر البناء والإصلاح الداخلي لا عبر شعارات مجهولة تُطلق من وراء الشاشات. ويدرك الجزائريون أيضاً أن الأيادي الخارجية تسعى دوماً لإضعاف الجزائر عبر إثارة الفوضى أو تغذية النزاعات، لكنهم أصبحوا محصنين ضد هذه الأساليب بعدما خبروا نتائجها في محيطهم الإقليمي.

حتى بعض الأصوات المعارضة التي اعتادت انتقاد السياسات الداخلية، لم تخف تشكيكها في هذه الدعوات، واعتبرت أن الغموض الذي يحيط بها يجعلها غير موثوقة ولا تستحق المتابعة. فالتحديات الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر معروفة، لكن حلها لا يمر عبر الانجرار وراء دعوات مجهولة أو شعارات فارغة، بل عبر تعزيز الحوار الوطني والإصلاحات التدريجية.

إن الجزائر اليوم أقوى بفضل وعي شعبها وتجربة حراكها، ولن تسمح بأن تتحول إلى ساحة تجارب لجهات خارجية أو داخلية تريد الاصطياد في الماء العكر. لقد أثبت الجزائريون أن وحدتهم وحرصهم على الاستقرار أقوى من كل المؤامرات، وأنهم يعرفون جيداً كيف يميزون بين مطالب مشروعة تنبع من الداخل، ومحاولات مفضوحة تستورد الأزمات من الخارج.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

رئيس الجمهورية يترحّم على أرواح الشهداء بمقام الشهيد في الذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع الثورة

ترحّم رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع ال…