لإدراجها ضمن التراث العالمي.. الجزائر تُودع ملف تصنيف القبور النوميدية في اليونسكو
أودعت الجزائر رسميًا لدى منظمة اليونسكو ملف تصنيف “القبور النوميدية” ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، في خطوة تهدف إلى تثمين هذا الإرث التاريخي الممتد منذ آلاف السنين، والحفاظ على ملامح الذاكرة الجماعية المرتبطة بحضارات شمال إفريقيا القديمة.
وجاء إعلان وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، خلال زيارته لولاية عين تموشنت، حيث أكد أن “المسارات الثقافية المرتبطة بالأضرحة الجنائزية والقبور النوميدية عبر الوطن، قد تم إعدادها ضمن ملف شامل وتم إيداعها لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)”.
وأشار الوزير إلى أن ولاية عين تموشنت تلعب دورًا محوريًا في هذا الملف، من خلال احتضانها لضريح الملك النوميدي الشهير سيفاكس، أحد الرموز البارزة في التاريخ الأمازيغي القديم. وأضاف أن “المنطقة تزخر بتراث أثري وإنساني ثري، يجعل منها محورًا لاهتمام المؤرخين والباحثين في علم الآثار”.
القبور النوميدية… رموز حضارية ضاربة في التاريخ
تمثل القبور النوميدية واحدة من أقدم الشواهد المعمارية الجنائزية في منطقة شمال إفريقيا، تعود إلى عهد الممالك النوميدية مثل ماسينيسا وسيفاكس ويوغرطة. وتتميز هذه الأضرحة بتصميم معماري فريد يعكس امتزاج الطقوس الدينية بالرمزية السياسية والثقافية، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من الهوية الأمازيغية والجزائرية.
ومن بين أبرز المواقع النوميدية المدرجة في الملف: ضريح إيمدغاسن بباتنة، ضريح سيفاكس بعين تموشنت، وضريح الماسية الملكية بقسنطينة. كلها مواقع تعكس هندسة دقيقة، وتحتوي على نقوش وكتابات ونماذج جنائزية لم تُكتشف بعد في الكثير من مناطق العالم.
تحويل التراث إلى مورد تنموي
وفي ذات السياق، أعلن وزير الثقافة والفنون عن تنظيم ورشة وطنية قبل نهاية السنة الجارية، هدفها الأساسي “تحويل العناصر الثقافية إلى موارد اقتصادية وتنموية” تسهم في ترقية السياحة الثقافية والاقتصاد الإبداعي، خاصة في الولايات الداخلية التي تزخر بإرث تاريخي هام.
كما جدد التزام الوزارة بدعم المهرجانات المحلية بعين تموشنت، من بينها المهرجان الوطني لعرائس القراقوز، ومهرجان تطوير الآلات الموسيقية النحاسية، وأيام مسرح الشباب المرتقب تنظيمها في نهاية العام.
إدراج القبور النوميدية ضمن قائمة التراث العالمي سيمنحها حماية دولية، ويجذب اهتمامًا أكاديميًا وسياحيًا متزايدًا، كما يعزز من تمويل عمليات الترميم والتنقيب والحفاظ عليها. كما سيساعد الجزائر على تأكيد ريادتها التاريخية في المنطقة، ويعكس اهتمام الدولة بحماية موروثها الثقافي العميق.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…