السعودية تحذر مجموعة السبع من مصادرة الأصول الروسية

السعودية تحذر مجموعة السبع من مصادرة الأصول الروسية

وجهت المملكة العربية السعودية، في خطوة تؤكد النفوذ الدبلوماسي المتزايد للمملكة، تحذيراً شديد اللهجة لأعضاء مجموعة السبع بشأن التصرف في الأصول الروسية المصادرة، مهددة بالتخلص من سندات الديون. يأتي هذا التحذير في إطار التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين روسيا والدول الغربية، لا سيما في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.

وبحسب مصادر مطلعة، جاء التحذير السعودي بعد مناقشات مكثفة بين كبار المسؤولين في الرياض والدبلوماسيين الأوروبيين. وقد شددت السعودية على المخاطر الاقتصادية والسياسية التي قد تترتب على أي خطوات تهدف إلى التصرف في الأصول الروسية بعد مصادرتها. وأكدوا أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية العالمية وإثارة ردود فعل غير متوقعة من قبل روسيا.

تشعر السعودية، كواحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط وعضو مؤثر في منظمة أوبك، بالقلق إزاء الآثار السلبية التي قد تنجم عن توتر العلاقات الاقتصادية بين روسيا والغرب. وتشمل هذه الآثار المحتملة ارتفاع أسعار النفط وتقلبات في السوق من شأنها أن تؤثر في الاقتصاد العالمي بشكل عام.

كما أعرب السعوديون عن قلقهم من أن تهديد التخلص من الديون قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأسواق المالية، حيث تعتبر روسيا واحدة من أكبر الدول المستثمرة في سندات الديون، ومنها الفرنسية، على مستوى العالم. وقد يؤدي تخلص روسيا من سندات الديون إلى انخفاض قيمتها بشكل كبير، مما قد يتسبب في خسائر فادحة للمستثمرين والبنوك العالمية.

يأتي هذا التحذير السعودي في وقت تسعى فيه الرياض لتعزيز دورها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية. وقد شهدت المملكة مؤخراً سلسلة من التحركات الدبلوماسية البارزة، بما في ذلك دورها المتزايد في جهود الوساطة لحل النزاعات الإقليمية وتوطيد علاقاتها مع القوى الكبرى.

من المرجح أن يعزز هذا التحذير موقف السعودية كقوة دبلوماسية مؤثرة قادرة على التوسط في القضايا الدولية الكبرى والمساهمة في استقرار النظام المالي العالمي.

يتوافق التحذير السعودي مع رفض كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لأي تصرف في أموال روسيا المحجوزة من قبل الأوروبيين، حيث أن هذا التصرف قد يؤدي إلى فقدان ثقة المستثمرين في السوق الأوروبية وهجرتهم إلى مناطق أخرى خارج دول الاتحاد الأوروبي.

حتى الآن لم تتحرك روسيا لاتخاذ قرارات مضادة لما يقوم به الغرب، خاصة بعد قرار مجموعة السبع استعمال فوائد الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا والتي قُدرت بحوالي 4 مليارات دولار في سنة 2024، واستخدام الأصول المجمدة كضمان للاقتراض من أجل دعم الحرب في أوكرانيا.

يأتي التحذير السعودي في وقته لمحاولة التنبيه إلى خطورة اللجوء إلى التلاعب بالأصول الروسية وخطورة رد موسكو على كل من سوق النفط والبنوك وأسواق المال العالمية.