طفل داخلي يوجّه سلوكنا… كتاب يكشف الحقيقة
صدر كتاب “هل ما نزال أطفالاً؟ رؤية جديدة للطفل الداخلي وجروح الطفولة” للدكتورة أسماء حديد، أستاذة النقد والنظرية وباحثة في علم النفس الاجتماعي الأسري التربوي، ليقدم طرحًا غير مألوف حول تأثير الجروح الأولى في تشكيل الشخصية الراشدة. وقد لقي الكتاب اهتمامًا واسعًا لما يحمله من رؤية نفسية مبتكرة تساعد القارئ على فهم ذاته وتحسين علاقاته الأسرية والعاطفية.
يركز الكتاب على مفهوم “الطفل الداخلي” باعتباره الجزء الأكثر حساسية وعمقًا في تكوين الإنسان، والذي يحتفظ بجميع ذكريات الطفولة وتجاربها الصادمة والملتبسة. وتوضح الكاتبة، من خلال سرد مبسط وتحليل نفسي دقيق، كيف تستمر ندوب الطفولة في التحكم في ردود فعلنا الراهنة، وتفسر الكثير من النزعات العاطفية البدائية التي قد تظهر لدى الراشدين في مواقف حياتية مختلفة دون وعي منهم. وتذهب الدكتورة أسماء أبعد من الطرح النظري، إذ تشرح للقارئ كيفية التعرف على هذا الطفل القابع داخله، وكيف يمكن لمواجهته وتقبّله أن تمنح الفرد توازناً عاطفياً وتواصلاً أفضل مع محيطه.
وتتوسع المؤلفة في شرح الأثر الذي يمارسه هذا الطفل الداخلي على العلاقات الأسرية والزوجية تحديداً، مبينة كيف يمكن لجروح الطفولة غير المستوعبة أن تتحول إلى معضلات يومية تظهر في شكل توتر، سوء فهم، أو ردود فعل مبالغ فيها. ويمنح الكتاب للقارئ أدوات عملية لفهم دوافعه العاطفية، وتحليل تفاعلاته غير الواعية مع الآخرين، ما يساعده على بناء علاقات أكثر نضجًا ووعياً، سواء مع الأبناء أو الشريك أو بقية أفراد الأسرة.
ويقدّم الكتاب جملة من الفوائد، أبرزها إتاحة فهم أعمق للنزعة العاطفية البدائية وتأثيرها على السلوك، مع شرح طريقة اكتشاف الطفل الداخلي وكيفية الإصغاء إليه. كما يوفر خطوات عملية لتحليل السلوكيات التلقائية، وإرشادات واضحة لتحسين التواصل ضمن الأسرة ومعالجة التوترات العاطفية المتراكمة. ويُعد الكتاب، وفق ما تبرزه المؤلفة، مدخلاً فعّالاً لتعزيز الوعي الذاتي وإعادة قراءة الماضي بهدف إحداث مصالحة داخلية تمهّد لبناء علاقات إنسانية متوازنة وصحية.
ومنذ صدوره، حقق كتاب “هل ما نزال أطفالاً؟” انتشاراً ملحوظاً بفضل طابعه الإرشادي المباشر، واعتباره مرجعاً عملياً يساعد القارئ على فهم ذاته وتجاوز العقبات النفسية التي ترافقه منذ الطفولة. ويمثل العمل فرصة حقيقية لكل من يسعى لاكتشاف جذور سلوكه وإعادة ترتيب تفاعلاته اليومية على أساس من الوعي والتوازن العاطفي، مما يجعل منه إضافة نوعية في مجال الإرشاد الأسري وفهم النفس الإنسانية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
رواية «أهداب الصبح» لوفاء خالد… شهادة أدبية على وجع جيل وحلم وطن
تقدّم الكاتبة الجزائرية وفاء خالد في روايتها الأولى «أهداب الصبح» عملاً روائياً يقترب من ب…
            






